الشيخ/ ماجد العوادي
بدأ الدين برجل واحد بمحمد صلى الله عليه وآله، وبقي الدين بثائر واحد هو الحسين شهيد كربلاء (فالدين وجوده محمدي وبقاؤه حسيني)، ثم عملت مخططات أعداء الدين عملها ولمئات السنين ليعود الإسلام غريبا مثلما بدأ، فأحتاج الدين لمعول شفرته الحق واحتاج المعول رجلا من طراز الحسين بشجاعته وحبه لدينه وبروحه المضحية ليحمل المعول ويهدم ما بناه أعداء الدين، فما كان لها غير محمد محمد صادق الصدر..
فهو من طراز جده الحسين ارتدى الأكفان ونادى في كوفان لنحيي سنة الرحمن ونقيم الفريضة المعطلة في زمن كان للطغاة صولة مجرمين فاسدين لايتورعون عن سفك الدماء، وكان الناس فيه عبيد الخوف الذي عشش في الصدور وتحولت الأرض الى قبور تضم أجساد الأحياء لا رفات الأموات، وكأني بالصدر يقول مقالة جده الحسين (إن كان دين محمدٍ لم يستقمْ إلا بقتلي ياسيوف خذيني)، فأقام الجمعة وعلى مدى سنة ونصف السنة وهو يقرع أسماع الغافلين (الى متى أنتم غفلة
اصحوا).
ليصحوا من غفلتهم ويعودوا الى بارئهم ويحملهم على الصراط المستقيم، وبشجاعته وعزمه كسر حاجز الخوف الذي ملأ الصدور، وأرعب بصوته سكان القصور، فتكالبت عليه قوى الشر من الداخل والخارج، بل وحاربه من هم على مذهبه الذين كشف بشجاعته جبنهم وبعلمه ادعاءهم، فلم يكن أمامهم إلا قتله وهو بأبي وأمي قد وطَن نفسه على الشهادة، إذ كان يختم قوله: اذا ابقى الله الحياة.. وفي اليوم الذي استشهد فيه اختار من أولاده من يكون منهم رفيقه في الاستشهاد وودع أمير المؤمنين الوداع الأخير، ليجد أشقى خلق الله من أزلام النظام الحاقدين من أحفاد قتلة أجداده علي والحسين به متربصين لينهالوا عليه بوابل من الرصاص، ليفارقنا جسدا وتبقى روحه حية في قلوب المؤمنين وعلومه ينابيع ينهل منها
الظامئون. فموسوعته المهدوية التي هي أفضل ماكتب عن الإمام المهدي بلون جديد، اعتمد فيه الأطروحات لتنافس كل أطروحة أختها وتصمد الاصلح منها، ثم كتب الفقه رسالة ومنهاجا؛ ليرفدنا فوق ذلك بفقه الأخلاق مالم يتطرق له غيره، ثم بما وراء الفقه وكثيرة هي مؤلفاته التي زينت المكتبات، فهو الذي تميز عن غيره بطرقه أبوابا لم تطرق من قبل كفقه الفضاء وفقه العشائر، كفعله بخطبه التي خاطب فيها كل شرائح المجتمع بما فيهم الغجر، فالصدر قدس سره الشريف ثروة علمية غيبته الشهادة في زمن ساد فيه
الجهلاء.
سلام على الصدر حين ولد
وسلام عليه يوم استشهد
وسلام عليه يوم يبعث ونبعث ليوم الدين
وسلام على نجليه ومن استشهد على دربه في سبيل الله وإحياء لدينه.