منعطف تاريخي
آراء
2020/07/14
+A
-A
د. صادق كاظم
النظام الملكي بقادته البارزين وخصوصا نوري السعيد وعبد الاله تماهى ايضا مع الغرب وخصوصا بريطانيا التي كانت تمثل الاولوية بالنسبة للنظام وكان النظام مندفعا وبقوة مع السياسات والمشاريع والاحلاف البريطانية في المنطقة والدخول فيها، فكان حلف بغداد الذي قوض كثيرا من الرصيد الشعبي والجماهيري للنظام داخل العراق والمنطقة . كما ان الانظمة الملكية الثلاثة مسؤولة عن هزيمة حرب العام 1948 وضياع ارض فلسطين ، ما ادى الى ظهور تنظيمات عسكرية سرية مضادة لها كانت بدايتها في مصر في 23 تموز 1952 والعراق وثورة 14 تموز 1958 .
عدم تطور النظام السياسي الملكي واحتفاظه بالوجوه القديمة نفسها التي كانت تدمن السلطة وتمارسها رغم شيخوخة النظام الملكي، اصابه بالعطب وجعله عاجزا عن مواكبة التغيير ,اضافة الى وجود عبد الاله الذي لم يكن يملك رصيدا شعبيا يذكر لدى الشعب و ظل مصرا على الاحتفاظ بدوره راعيا ووصيا على الملك فيصل الثاني وتدخله في السياسة الداخلية بشكل مؤثر من دون التخفيف من هذا التواجد والاهتمام بايجاد حلقة من المستشارين الشباب والكفوئين المحيطين بالملك بدلا منه حتى وصلت الاحداث الى نهايتها في تموز وسقوط النظام باكمله.
تبقى لثورة 14 تموز خصوصيتها التاريخية والسياسية ,و انها انهت ارتباط العراق بالاحلاف والمحاور الاستعمارية بالمنطقة وحررت ثروات العراق وخصوصا النفطية منها من هيمنة الشركات الاحتكارية واعادتها للعراق, اضافة الى رفع المستوى المعاشي والاقتصادي للمواطنين وتطور قطاع التعليم بجميع فئاته ومراحله ودخول ما مجموعه اكثر من 80 بالمئة من اطفال وشباب العراق في تلك الفترة الى قطاع التعليم والجامعات . كذلك عرفت البلاد مشاريع عمرانية بمختلف المجالات كانت لها بصمتها المميزة والباقية حتى الان , وستبقى 14 تموز منعطفاً تاريخياً بارزاً .