ماذا حدثَ خلال العاصفة الثَّلجية؟

ثقافة 2019/01/02
...

قصة: جِمْ هَيْنَنْ
ترجمة : جودت جالي
تساقط ذات مرة مطر جليدي. قال الناس ما أجمله! حين بدأت الأشياء في الخارج تشع بالثلج. لكن المطر الجليدي يظل يهطل. أغصان الشجر تتلألأ مثل الزجاج، وتتكسر مثل الزجاج، والثلج يزداد سماكة على النوافذ حتى يغدو كل شيء في الخارج غير واضح. يُدخل المزارعون ماشيتهم الى مخازن الغلال، فيكون معظم الحيوانات بأمان، ولكن ليس طيور التَدْرُج. عيونها مغمضة
 وقد تجمدت.
بعض المزارعين يذهبون للتزحلق أسفل شارع الحصباء وبأيديهم هراوات ليجمعوا طيور التدرج التي تقعي عاجزة في قنوات جوانب الطريق. خرج الأولاد أيضا تحت المطر الجليدي ليعثروا على طيور التدرج. شاهدوا نقاطا داكنة على طول
 السياج.
إنها طيور تدرج، حسن. خمسة أو ستة منها. زحلق الأولاد أقدامهم نحوها على مهل، محاولين أن لا يكسروا الجليد الذي
 يغطي الثلج.
تزحلقوا أقرب الى طيور التدرج. سحبت الطيور رؤوسها الى ما بين أجنحتها. لم يستطيعوا أن يتصوروا كم كان سهلا أن يروها محتشدة هناك. وقف الأولاد ساكنين في المطر الجليدي، أنفاسهم تخرج بنفثات بخار بطيئة، أما أنفاس الطيور فتخرج بنفثات صغيرة بيضاء سريعة.
رفع بعضها رؤوسها وتلفتت يمينا ويسارا، ولكن الجليد يلفها حتى جعلها عمياء
لا تبصر.
لم يجلب الأولاد هراوات أو أكياسا أو أي شيء معهم. وقفوا عند الطيور، وهم يديرون رؤوسهم، ينظرون الى بعضهم البعض، وكل واحد منهم يتوقع أن يفعل صاحبه شيئا، أن ينقض على الطيور أو يصرخ صرخة تجفلها. الأشياء حولهم تلتمع وتقطر بالمطر الجليدي، سياج السلك الشائك، وأعمدة السياج، وسيقان العشب المكسورة، وحتى بذور العشب التي تبدو مثل نقاط مُحّ وسط بياضات جيلاتينية، فيما الطيور تبدو طيورا لم تولد بعد مغلفة ببياض البَيْض. كان الجليد يتقسى على قلنسوات الأولاد ومعاطفهم، وسرعان ما سيغطيهم الجليد هم
 أيضا.
قال أحدهم "إششه!" وهو يخلع معطفه، وطبقة الجليد الرقيقة من الجليد تتشظى الى ندف، فيما هو يسحب ذراعيه من الأكمام، ولكن داخل المعطف كان جافا ودافئا.
غطى بمعطفه إثنتين من التدرج المقرفصات لافا حولهما ظهر المعطف كمحارة.
فعل الأولاد الباقون نفس الشيء. دثروا طيور التدرج العاجزة، الأناث الصغيرات الرماديات والديكة الكبار السمر. شعر الأولاد الآن بأن المطر ينفذ من خلال قمصانهم ويتجمد على أجسادهم.
ركضوا عبر الحقول الزلقة غير واثقين من موطئ أقدامهم، والثلج يتدلى من جلودهم فيما كانوا يشقون طريقهم نحو ضوء البيت
المشوش.
جِمْ هَيْنَن (من مواليد 1940) ولد في مزرعة وجميع قصصه تقريبا عن حياة الريف وعن أولاد المزرعة.
هو أيضا شاعر وروائي وكاتب مقالات، تتم قراءة وإخراج تمثيليات من قصصه عن "الأولاد" في الإذاعة الوطنية وفي السويد والدنمارك  
وله شعبية واسعة.