مندي الصابئة في ميسان.. عالم من السكينة والروحيَّة

استراحة 2020/08/07
...


ميسان/ عبدالحسين بريسم وشذى السوداني
 
تحدثنا مع رئيس شؤون الصابئة المندائيين في ميسان ناظم عودة حمادي عن أهم الأعياد والطقوس فقال: إنَّ «الأعياد هي، العيد الكبير وهو مناسبة التكوين الأول للخلق المادي ويعدُّ بداية للسنة المندائيَّة، والعيد الصغير (عيد الازدهار) هو مناسبة تهيئة الأرض بأمر الحي العظيم مبارك اسمه من كل شيء لأجل خلق آدم وحواء، والعيد الثالث الخليقة (البرونايا) وهو عيد الأيام الخمسة البيضاء والتي تجلت فيها صفات الخالق العظيمة (جلت قدرته) ويعدُّ التكوين الأول للعالم النوراني ولذلك فهو يعدُّ يوماً واحداً ليس فيه ظلام ولا يشطره ليل، والعيد الرابع هو العيد الذهبي، وهو هبة الله مبارك ومعظم اسمه للملائكة، إذ تعمدوا في عوالم النور العليا وأهديت لآدم وذريته من بعده وفي هذا اليوم تعمد النبي يحيى بن زكريا (ع) ويجب على الفرد المندائي أنْ ينال التعميد بعد ٣٠ يوماً من ولادته، إذ يعدُّ هذا الطقس ولادة روحية له ليكون مندائياً».
ويعزو حمادي في «المندي»، وهكذا يُطلق على معبد هذه الطائفة، سبب ارتداء الزي الأبيض أثناء إحياء شعائر الطقوس الدينية إلى لباس (ثياب) النبي يحيى بن زكريا، وهو شعار ممتد إلى النبي آدم، حيث تمثل هذه الثياب «النور والضياء وفيها بهجة وضياء للنفس». ولفت إلى أنَّ «ديننا يحث على السلام والوئام والألفة بين كل البشر، ولدينا حقوقنا التي نتمتع بها وعلينا واجباتنا كبقية أبناء الشعب العراقي، فضلاً عن علاقاتنا الطيبة مع أخواننا من أبناء الديانات الأخرى في البلاد».
وعن التعايش السلمي بين مكونات المجتمع الميساني، أجاب حمادي: إنّ “الصابئة المندائيين طائفة متأصلة الجذور في هذا البلد، طائفة نقيَّة بيضاء وبشهادة الكثير من رجال الدين والسياسيين، طائفة مسالمة تحب العيش مع الآخرين بسلام، إذ امتزجوا مع نسيج محافظة ميسان المعروف بترابطه وهكذا اندرج الصابئة مع غيرهم من القبائل في جنوب العراق واكتسبوا ألقاباً، ونتيجه التعايش السلمي بين أطياف المجتمع العراقي الميساني بنيت علاقات وطيدة المتمثلة بأحد سادة بحر العلوم مع الشيخ العنيسي حيث قال بيني وبين أبي بشير علاقة تبقى مع مدى الأيام والأحقاب إني لأرجو الود يبقى بيننا كوداد سيدنا الرضا والصابي والعلاقة بين سيدنا الشريف الرضي وأبو اسحاق الصابي معروفة جداً وصلت حد الرثاء من سيدنا الشريف الرضي لأبي اسحاق الصابي».
وأضاف «يتم تبادل الزيارات في الأفراح والأحزان والأعياد والمناسبات الدينية، إذ أسهم المندائيون ببناء محافظة ميسان وأنجبوا رجالاً تفتخر بهم الطائفة وميسان والعراق والعالم أمثال د. جبار عبد الله، د. عبد العظيم سبتي، وأنجبت ميسان معلمين وأطباء وشعراء أمثال عبد الرزاق عبد الواحد، ناجية المراني، لميعة عباس عماره، وعليه أنْ يكون الإنسان مسالماً محباً للآخرين ليعم الرخاء أرض المعمورة».
وعن كيفيَّة تكوين مراتب رجل الدين في طقوس المندائيين قال الشيخ ناظم: «تعتمد الطقوس الدينية التي يؤديها المندائيون على رجال الدين الذين يتسلسلون بمراتب كهنوثية وفق دراستهم وتبحرهم في الدين الصابئي المندائي ومراسيم طقسيَّة خاصة تقام لهم، وأنْ يكون من سلالة ملتزمة دينياً ويجيد القراءة المندائية وأولى المراتب هي مرتبة: 
1 - الترميذا :- رجل دين يكرس بطريقة خاصة يرتقي الى هذه الدرجة.
2 - مرتبه الكنزاربا: وتعني دارس، حافظ الكتاب المقدس الكنزاربا أي خاتمها وعليه أنْ يجسد معناها فعلياً حيث يكون ملماً بجميع جوانب الديانة المندائية.
3 - الريش امه: وتعني رئيس الأمة لذا فهو رجل يمتلك الحكمة والدراية والحنكة في اتخاذ القرار الصائب وهذه المرتبة السامية هي قمة ما يصل إليه رجل الدين من الإيمان والعلم الديني، وإنها أعلى درجات الزهد الديني والتي تتطلب منه الابتعاد عن كل الماديات والانصراف الى التعبد».
ولفت الى أن «أعلى المراتب الدينية، وهي مرتبة النبي يهيى يهانه (يحيى بن زكريا مبارك اسمه)».