ما هي الآليات التي ستتبعُ في العام الدراسي المقبل؟ وأسئلة أخرى كثيرة يطرحها الشارع العراقي بشكلٍ كبير هذه الأيام، وهناك الكثير من الرؤى طرحت تحمل بعضها حلولاً وأخرى تبتعد عن الواقع بنسبة كبيرة جداً، ومع هذا نجد أنَّ العام الدراسي المقبل وقراراته وآلياته يجب ألا تكون حكراً على قرار تتخذه وزارة التربية أو هيئة الرأي فيها من دون الرجوع للكثير من الحلقات المهمة التي يعنيها العام الدراسي وفي مقدمتهم أولياء الأمور وإدارات المدارس والإشراف التربوي.
مبدئياً يمكننا القول إنَّ الوزارة نجحت في تدريب إدارات المدارس على منصة (نيوتن) وبات اليوم لكل مدرسة في العراق منصتها التعليميَّة الخاصة بها وهي منصة الكترونية سهلة الاستخدام من قبل إدارات المدارس والهيئات التعليمية والتدريسية وأيضاً من قبل التلاميذ والطلبة وأولياء أمورهم، رغم الكثير من المنشورات التي عجت بها صفحات التواصل الاجتماعي من صعوبة ذلك على التلاميذ وأولياء أمورهم من الناحيتين الفنية والمادية، وأنا لا أجد ثمة صعوبة في ذلك، فنسبة عالية جداً من تلاميذ المدارس بما فيهم الابتدائية يجيدون استخدام هذه التكنولوجيا البسيطة ولا يعانون منها كما يعاني عددٌ لا يستهان به من الملاكات التعليمية والتدريسية في عموم مدارس العراق من مواكبة ما يمكن تسميته بالتعلم
الالكتروني.
وبالتالي وجدنا كما أشرنا من يقف ضد فكرة منصة نيوتن من دون أنْ يستطلع آراء تلامذته وطلابه بهذا الأمر وهي أحكام دائماً نسمعها ضد كل ما هو جديد في حياتنا العملية.
قلنا مبدئياً وزارة التربية لديها البديل الأول عبر منصة نيوتن والتي من شأنها أنْ تؤسس بشكل كبير لفكرة التعلم عن بعد من جهة، ومن جهة ثانية وهي المهمة جداً أنْ نشرك أولياء الأمور بمتابعة مستويات أبنائهم بشكل يومي، ومن جانب ثالث أنْ تكون هذه المنصة حتى في الظروف الطبيعيَّة الخالية من جائحة كورونا واجهة مهمة للمدارس تبث من خلالها ما تريد إيصاله لأولياء الأمور بشكل سريع وعلمي وتحدث نقلة مهمة في مسارات التعليم في العراق الذي ظل يعتمد على آليات تقليديَّة لم تتمكن من مواكبة التطورات الكبيرة في هذا الميدان الحيوي والمهم.
البدائل الأخرى التي يمكن لنا أنْ نطرحها تتمثل بتقليص عدد التلاميذ في الصف الواحد وهذا يعني أنْ يكونوا على وجبتين بالتناوب وهو ما يقلص عدد الحضور في الصف الدراسي الواحد وهو يعني أنْ يحضر نصف طلاب المدرسة في يوم، ونصفهم الثاني في اليوم التالي مع تقليص الدروس والإبقاء على الدروس المهمة في الصفوف الأولية للدراسة الابتدائية على اللغة العربية والرياضيات مع إمكانية إضافة دروس أخرى وفق الحاجة وتطورات الموقف الصحي.
وبالتالي ربما نجد العام الدراسي المقبل مزيجاً بين الحضور في المدرسة والتعلم عبر منصة نيوتن، وهو الأمر الذي يتوقعه الكثير منا أنْ يحصل مع الأخذ بنظر الاعتبار تطورات جائحة كورونا على الوضع الصحي العام في البلد.