الشراكة العراقيَّة الأميركيَّة.. الخبرة الخارجيَّة وفرصة النهوض الاقتصادي

اقتصادية 2020/08/22
...

بغداد/ الصباح
 
عد خبراء ومختصون في الشأن الاقتصادي، زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى واشنطن خطوة باتجاه خلق شراكة مع اكبر اقتصاد في العالم، من خلال جذب الشركات الاميركية العملاقة للدخول الى السوق العراقية، بينما اشاروا الى ان هناك محاولات للاستعانة بالخبرات الدولية للنهوض بالقطاعات الاقتصادية، رجحوا نجاح الزيارة على المستوى الاقتصادي، لاسيما في ظل ما يعانيه البلد من ازمات مالية وصحية. وقال الخبير الاقتصادي دكتور صفوان قصي في تصريح لـ"الصباح": إن زيارة الكاظمي الى واشنطن تمثل خطوة باتجاه تفعيل الشراكة مع الولايات المتحدة ذات اكبر اقتصاد في العالم، لافتا الى ان هناك محاولة للضغط على الولايات المتحدة باتجاه عملية وضع العراق بخريطة الانتاج العالمي.
 
استثمار المواد الاوليَّة
واضاف أنَّ "العراق يمتلك مواد اولية تمثل مخزنا للمواد الاولية على مستوى الكرة الارضية، مبينا أنه في حال استطاعت الادارة الاميركية الضغط على شركاتها باتجاه استثمار هذه المواد الاولية سواء على مستوى الغاز او النفط او الفوسفات او الاسمنت، فإنه بإمكان العراق أن يخلق موارد بعيدا عن النفط وينوع اقتصاده".
وتابع: "ايضاً هناك محاولة من قبل حكومة الكاظمي في سبيل اعادة تأهيل القطاع المصرفي العراقي، لأن هذا القطاع تأثر بسبب ابتعاده عن العالم من خلال خلق شراكات مع المصارف الدولية، مؤكدا أن هذا سيعطي اطمئنانا للاستثمار الدولي الذي يرغب في التعامل مع نظام مصرفي متطور للقدوم الى البيئة المحلية.
 
تخفيض حصة العراق في اوبك
واشار الى أن الكاظمي سيحاول ايضا الضغط على الادارة الاميركية باتجاه تخفيض حصة العراق في التخفيضات النفطية كاوبك بلس، مبينا ان (اوبك+) ضغطت على الانتاج العراقي بنحو مليون برميل وهناك محاولة بتوجيه من الادارة الاميركية لدول المنطقة في سبيل تخفيف نسبة التخفيض على مستوى النفط العراقي، خاصة في هذه المرحلة التي العراق بامس الحاجة لايرادات على مستوى الموازنة الاتحادية.
 
علاقات العراق مع أكبر اقتصاديّات العالم
ومضى بالقول: نتطلع الى شراكات مستقبلية مع الولايات المتحدة، خاصة ان العراق يرغب بأن يكون المنهج الاقتصادي هو السائد بعيدا عن التوترات في المنطقة، مؤكدا أن هذه تعد فرصة تاريخية بأن العراق يمتلك علاقات طيبة مع اكبر اقتصاديات العالم وهي الولايات المتحدة الاميركية وكذلك الصين والاتحاد الاوروبي، فعلينا أن نستثمر هذه العلاقات باتجاه اعادة تفعيل جميع القطاعات الاقتصادية في العراق، سواء التعليمية او الصحية او نظام الطاقة.
 
العراق بيئة جاذبة للشركات الأميركيَّة
ولفت الى أن العراق يتطلع لخلق مدن صناعية حرة بامكان الاستثمار الاجنبي المباشر أن يستثمر في هذه المدن، وبالتالي يزيد من مستوى الاستقرار الصناعي في العراق والاستقرار المالي والغذائي، موضحا أنه مجرد استقبال الرئيس الاميركي لرئيس الوزراء العراقي، هذه اشارة واضحة، بأن الاميركان لا يزالون يراهنون على النظام السياسي في العراق، وهذا يعطي اشارة جيدة ايضا الى المستثمرين والشركات، بأن الادارة الاميركية ضامنة للاستقرار في العراق.
 
ضرورة التخلص من هيمنة النفط
من جهتها، ذكرت عضو الهيئة الادارية لجمعية الاقتصاديين العراقية د. اكرام عبد العزيز، في تصريح لـ"الصباح": انه في ظل استمرارية احادية وسيطرة وهيمنة قطاع النفط التصديري الخام وفي ظل تردي واقع الزراعة والصناعة وحتى قطاع الخدمات، فإن الاصلاح ضرورة حتمية وجهود الاصلاح هي ما يجب أن تعتمد وتنتهج من قبل مختصين وفنيين في الشأن الاقتصادي.
واضافت، ان كل ذلك يصطدم بواقع ما يعانيه العراق من تبعات مالية، حيث هنالك ازمة ديون قاربت حد الخطر، وشكلت بحدود 55 الى 56 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للاقتصاد العراقي.
 
دعوة الشركات الأميركيَّة العملاقة
واشارت الى أن زيارة الكاظمي الى واشنطن كانت بهدف دعوة الشركات العملاقة ورجال الاعمال للدخول الى السوق العراقية والى مجال الاستثمار، للاستفادة من التقنيات التي لديهم ورؤوس اموالهم والتقدم عند هذه الدولة من خبرات واستشاريين، لكي يسهموا في تطور بنية الاقتصاد العراقي وتنويعها، وهذا ما كنا نهدف اليه منذ سنين.
وتابعت: فضلا عن التوجه للتركيز على قطاعي الطاقة والكهرباء، لافتة الى أن قطاع الكهرباء الذي بات هاجسا مقلقا لدى المواطن العراقي في عدم الاستقرارية وتبعاتها ليس فقط على المواطن وانما على المعامل وعلى الاقتصاد بشكل عام، اما قطاع الطاقة قد يكون هناك تنوع في مصادر الطاقة، في ما يخص الغاز والنفط وغيره.
نجاح زيارة الكاظمي اقتصاديّاً
واشارت الى أن الكاظمي التقى صندوق النقد الدولي هذا الصندوق الذي يعنى بالديون وغيرها، مبينة الدولة التي تقترض منه عليها أن تتبع توصيات ومقترحات البنك الدولي، التي هي ملزمة ومنها اعادة هيكلة الاقتصاد وفق رؤية البنك الدولي.
واكدت عبد العزيز، أن زيارة رئيس الوزراء ستكون خادمة لمسارات الاقتصاد متى ما كانت هذه الزيارة ونتائجها توظف لدى الخبرات المهنية والعملية العراقية التي ممكن أن تسهم في تفعيل المحاور، التي عمد اليها الكاظمي في أن تكون لصالح العراق عبر مناقشاته مع المسؤولين 
الاميركيين.
وترأس رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي و الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس 20 /8 /2020، اجتماعا للوفدين العراقي والاميركي في البيت الأبيض ، اكد فيه الكاظمي عدم السماح لاي تهديد للعراق من أي دولة، بينما ابدى ترامب استعداد بلاده لتقديم كل أشكال العون 
للعراق .
وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان: أن" الكاظمي التقى ، في البيت الأبيض، رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب ". واضاف البيان أن" الكاظمي عقد اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الأميركي، تم فيه بحث تعزيز العلاقات بين البلدين، والأوضاع التي تشهدها المنطقة، والتحديات العديدة التي يواجهها العراق".