تتجه الحكومة نحو تعزيز علاقات العراق الاقتصادية مع محيطه العربي والاقليمي، من خلال تبادل الخبرات والاستشارات وتفعيل الاستثمار في جوانب عدة، وفتح منافذ جديدة للوصول الى الاسواق العالمية. وعدّ خبراء ومختصون بالشأن الاقتصادي، القمة الثلاثية العراقية الاردنية المصرية، التي عقدت في عمان، خطوة باتجاه دعم الاقتصاد العراقي، لكونها ستفتح مجالات كثيرة من التعاون المشترك بين الدول الثلاث، لا سيما في قطاعات النفط والطاقة والصحة والاستثمار، لافتين الى ان العراق بحاجة الى خبرات الدول العربية والاقليمية للنهوض بالاقتصاد الوطني.
آفاق التعاون المشترك
ويقول عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية النائب عبد الله الخربيط في تصريح لـ"الصباح": إن "القمة الثلاثية بين العراق والاردن ومصر التي عقدت في عمان، الثلاثاء، ستخدم العراق اقتصاديا، لكونها ستفتح آفاقا من التعاون المشترك ما بين الدول الثلاث بمختلف المجالات"، مؤكدا أن "العراق بحاجة الى خبرات الاردن ومصر للنهوض بقطاعاته المهملة."
واضاف ان "العراق بحاجة لعبور البحر المتوسط للوصول الى الاسواق العالمية، من حيث المنتجات لصادراته واستيراداته، لافتا الى "ان الاتفاق الاقتصادي مع هذه الدول سيفتح آفاقا للعراق للوصول الى الاسواق العالمية، وهو ما سيخدم الاقتصاد العراقي".
واشار الى أن "البلد بحاجة الى تعزيز خدمات الطاقة الكهربائية من دول الجوار، لاسيما الاردن وكذلك السعودية"، مبينا أن هذه "القمة سينتج عنها ايضا دعم العراق بمنظومة الطاقة من خلال الربط الشبكي."
العلاقات مع المحيط العربي
اكد الخربيط "الحاجة الى تعزيز علاقات العراق مع محيطه العربي لدعم قطاعاته المختلفة، حيث إن المملكة العربية السعودية لديها فائض من الطاقة الكهربائية اكثر من انتاج وزارة الكهرباء العراقية، ويمكن الحصول على هذا الفائض باسعار مدعومة او قريبة من المجان، لكن هذا يأتي من خلال السياسة الخارجية الصحيحة المبنية على المصالح الوطنية".
ولفت الى أن "الحكومة الحالية تعد حكومة انقاذ حقيقية تعمل من اجل مصلحة العراق اولا والتعامل مع دول المنطقة وفق منطق المصلحة الوطنية وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى، وهذا ما يقوم به رئيس الوزراء في زياراته الخارجية، مؤكدا ضرورة تعزيز العلاقات مع دول الجوار للحصول على الفائدة الاقتصادية".
الإفادة من الخبرات الاقليمية
من جهته، ذكر الخبير الاقتصادي سالم البياتي، لـ"الصباح": ان العراق يجب أن يتعامل كدولة تراعي مصالحها في العلاقات العربية والاقليمية، مبينا ان أي علاقة بينية للدول المجاورة سواء كان بالاتصال الاحادي او الاجتماعي وحتى الفني، فمن الضروري أن تمد هذه العلاقة بسوق الدولة وليس بالمزاج وانما وفق المصلحة الوطنية".
واضاف ان "انعقاد القمم العراقية، سواء مع الدول العربية او الاجنبية، ستخدم العراق اقتصاديا شرط أن تتوفر فيها الارادة الوطنية لوضع مصلحة البلد اولا"، لافتا الى أن "ما تم بحثه خلال القمة الثلاثية في عمان سيخدم الاقتصاد العراقي لما تمتلكه هاتان الدولتان من خبرات بمجالات عدة يمكن للعراق الاستفادة منها في دعم قطاعاته الاقتصادية".
تعدد المنافذ التصديرية
واشار البياتي الى أن " مصر متقدمة بمجالات مختلفة وكذلك الاردن فيها انجازات وقطاعات مهمة على المستوى الاقتصادي، لا بد من العراق الافادة من خبرات هذه الدول لانعاش اقتصاده".
واوضح أن "هذه القمة يمكن أن تكون بوابة للعراق للانطلاق الى الاسواق العالمية لتعدد منافذه التصديرية وهذا يتطلب دعم القطاعات الانتاجية في البلد.
وعقدت في العاصمة الاردنية عمان الثلاثاء 25 اب 2020 القمة الثلاثية بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وملك الاردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الثلاث بمختلف المجالات.