بغداد: محمد اسماعيل
شهد العاشر من محرم 61 هـ موقفاً لم يحتمل المساومة، ضاق بسعته طف كربلاء.. أرضاً وسماء، حتى كأن نثار الدم لا يهبط الى الثرى بل يحلق الى فضاءات الثريا، والنجوم تتهاوى في وصف قرآني بليغ، تنبأ بالواقعة وأحاط بأبعادها.
لا مساومة على الحق والعدل، مهما بدت سيوف الفساد باطشة، تحز عنق ابن بنت الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله.
قال إمام جامع "سيد المتقين" في مدينة الصدر عبد علي الشويلي، ان: "ثورة الحسين، في كربلاء جامعة ومدرسة وساحة قتال مفتوحة في كل زمان ومكان يتعلم فيها الهداة الميامين وجوب تحرير دينهم في الدنيا؛ لضمان الانعتاق من نار الاخرة" موضحاً: "عاشوراء إنموذج أول، سابق للزمان في تشكيل الحركات الإسلاميّة التي تقود ثورات وتطهر بلداناً وتنقذ شعوباً، انطلقت ثورة الطف كي تبقى نارها مستعرة، جمراً يؤلب الأجيال على الوقوف بوجه الظلم والطغيان، انتصاراً للحق والعدالة ودحضاً للباطل".
وقال الشيخ د. مجيد العباسي.. من طالبي العلم في الحضرة الحنفية "اثنان وسبعون قرباناً، قدمهم الإسلام في واقعة الطف؛ لتعميد النزاهة بالدم الطاهر المقدس، كي لا يطالها دنس الفساد" مؤكداً "الفاسدون في كل زمان ومكان ينسلهم الشيطان، ولا بد من أن ينبثق حسين لكل زمان وفي كل مكان".
وبين أ. د. نوري مصطفى شبر من كلية الفقه "عاشوراء الإمام الحسين "عليه السلام"، درس يفوق أية جامعة وأي معلم معرفي، أدركنا من التأمل فيه، عدم الرضوخ إلى الذل والمهانة، اقتداءً بقوله عليه السلام: هيهات منا الذلة" مواصلاً: "عاشوراء كرامة حاول أن يفسرها الامام الثائر الحسين بن علي"عليهما السلام" حتى لأعدائه، بقوله الحكيم: "ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، فكونوا احراراً في دنياكم" أية بطولة تلك التي أبداها وهو تحت خفق السيوف".
وأضاف إمام جامع الحسن المجتبى في الصقلاوية عبدالله الحمداني عن عاشوراء "إنه يوم لن تغيب فيه صرخات الحق بوجه الباطل، صرخة حقّ تحث الشعوب على نشدان الحرية وعدم التفريط بمعتقداتها خنوعاً لقوة الظلم وقسوة القيد".