الاقتصاد الكندي يتفوق على نظيره الأميركي بنسبة 100 %

اقتصادية 2020/09/01
...

  تورنتو : نافع الناجي
 
نجحت السلطات الكندية بشكل واضح وملموس في لجم وتطويق تحديات فيروس كورونا ( كوفيد - 19 المستجد) وما نتج عنه من أضرار بليغة أصابت مفاصل الإنتاج والتصنيع والطاقة والغذاء وغيرها، وسجّل الاقتصاد الكندي نمواً يناهز ضعف سرعة نمو الاقتصاد الأميركي المجاور.
ويعود سر تفوق الاقتصاد الكندي البلد الأكبر مساحة لكنه الأقل نفوسا من الجار الأميركي، الى نجاح الحكومة الكندية في تقليل عدد الإصابات اليومية إلى أقل من 500 إصابة، فضلاً عن دعم الأسرت والعمال بمبالغ إعانات سخية، وصلت الى الفي دولار كندي شهريا طوال فترة الجائحة، الأمر الذي أدى لزيادة الإنفاق الاستهلاكي وتحسين مرونة وكفاءة اقتصاد البلد، بينما اكتفى الأميركيون بحزمتي تحفيز لم يستفد أفراد الشعب والعمال الذين فقدوا وظائفهم، إلا من شيك تحفيز واحد لم يتجاوز 350 مليار دولار فقط.
ووفقاً لتوقعات أكبر 6 مصارف في كندا، فمن المقرّر أنْ ينمو اقتصاد البلاد بنسبة 36 بالمئة خلال الربع الثالث من العام الحالي 2020 مقارنة بنحو 20 بالمئة في الولايات المتحدة.
 
النشاط الاقتصادي
وفضلاً عن ذلك، تعافى النشاط الاقتصادي الكندي في تموز بنحو 95 بالمئة من مستويات ما قبل الوباء بفضل زيادة التوظيف ومبيعات المساكن والإنفاق ببطاقات الائتمان، حسب ما كشفت شركة BMO كابيتال ماركتس المتخصصة.
وذكر ماتيو أرسينو، نائب كبير الاقتصاديين في بنك ناشيونال فايننسال الكندي "إن إعادة الانفتاح التدريجي للاقتصاد الكندي إلى جانب نقطة البداية المنخفضة بسبب إجراءات الصحة العامة الأكثر صرامة، ستعني انتعاشاً أكثر قوة في كندا".
 
دعم الأجور
وبدأت المقاطعات الكندية في إعادة فتح اقتصاداتها ببطء وعلى مراحل منذ مطلع أيار، كما أعلنت الحكومة الفيدرالية أكثر من 300 مليار دولار لدعم الأجور ودعم الدخل وغير ذلك.
وقال جوش ناي، كبير الاقتصاديين في بنك رويال الكندي"لقد أرسى المبلغ غير العادي للدعم المالي الذي تم وضعه الأساس للتعافي الذي بدأنا نراه في نهاية (الربع الثاني) والذي نعتقد أنه مستمر في (الربع الثالث)". 
 
مستويات الاقتصاد
وأضاف "نتوقع ان يشهد الربع الرابع صعودا قويا لمستويات الاقتصاد المعتادة قبل الجائحة".
وفي الوقت الذي شهدت فيه حالات الإصابة بالوباء في كندا انخفاضاً بشكل كبير من الذروة في أيار عند 1800، فقد شهدت الولايات المتحدة الأميركية ارتفاعاً هائلاً في الإصابات فاق الـ 50 الف حالة يوميا، تسبب في قيام العديد من الدول بتعليق إعادة فتح اقتصاداتها.
وحتى الآن، يوجد في الولايات المتحدة ما يزيد عن 5.5 ملايين حال (كوفيد – 19) المستجد، بينما يوجد في كندا نحو 123 ألف حالة فقط.