لا شك أنَّ القرارات التي صدرت مؤخرا من الجهات المعنية في حكومة اقليم كردستان باعادة فتح الطرق الجوية والبرية مع المحافظات الأخرى داخل وخارج مدن الاقليم مؤشر ايجابي، من اجل النهوض بالقطاع الاقتصادي ومنها السياحي الذي تضرر بشكل كبير مع تفشي فيروس كورونا، منذ اكثر من سبعة اشهر.
حيث يستقبل اقليم كردستان كل عام صيفا وشتاء، لاسيما العاصمة اربيل اعدادا كبيرة من المجاميع السياحية والسائحين القادمين من محافظات الوسط والجنوب، وتزداد الاعداد في فصل الصيف بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في عموم المحافظات، لتكون الواجهة الى المصايف والمناطق السياحية والترفيهية بأسعار مناسبة .
وقال المتحدث باسم هيئة السياحة في إلاقليم نادر روستاي في حديث لـ " الصباح": إن هيئة السياحة في الإقليم متواصلة في تقديم الخدمات اللازمة لتسهيل دخول الوفود السياحية إلى محافظات كردستان وان قدوم السائحين من المحافظات الأخرى يسهم في انتعاش عمل الفنادق والمطاعم والأماكن التجارية، منها المولات والأسواق الرئيسة والمرافق السياحية من المتنزهات ومعالم الآثار والمتاحف في إقليم كردستان بنسبة عالية.
واضاف روستاي: في ظل انتشار فيروس كورونا ضرورة الالتزام بجميع التعليمات، التي تصدر من قبل الجهات المعنية، من حيث الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم التواجد في الازدحامات وارتداء الكمامات الوقائية والكفوف والالتزام بالشروط الصحية من حيث النظافة والتعقيم
والتعفير .
واشار الى ان اللجان والفرق الميدانية التابعة للهيئة والجهات المعنية متواصلة في الاقضية والنواحي التي تضم المصايف والمنتجعات والاماكن السياحية الاخرى بالمتابعة والمراقبة من اجل توخي الحذر واخذ الحيطة بشكل كبير للحد من انتشار الفيروس القاتل .
على صعيد متصل، قال صاحب أحد الفنادق، اسعد كامران وسط مدينة اربيل، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "جائحة كورونا وتفشي الوباء في عموم ارجاء العالم وتوقف الطيران والسفر ادى الى ضرر كبير في جميع النواحي، ومنها الناحية الاقتصادية وتضرر القطاع السياحي بشكل كبير، اثر في المستوى المعيشي للعاملين .
واضاف كاميران أنَّ "العديد من الفنادق والمطاعم في اربيل وجميع مناطق الاقليم أغلقت ابوابها بسبب القرارات التي صدرت من الجهات المعنية بفرض الحظر الشامل او الجزئي وقطع الطرق الخارجية مع المحافظات الاخرى ومنع الدخول الى مدن الاقليم وكذلك حظر التجوال بين المحافظات في الاقليم، خوفا من تفشي الفيروس اللعين بشكل اكبر وتضرر جميع العاملين في مجال السياحة.
ولفت الى أن اغلب الفنادق تستعد في الوقت الحالي لاستقبال الأسر والكروبات السياحية القادمة من وسط وجنوب البلد، منوها بأن " قرار فتح الطرق مع المحافظات الاخرى، جاء متأخرا كونه متزامنا مع بدء امتحانات الدور الاول لطلبة السادس الاعدادي في المحافظات الاخرى، وبالتالي ان الاقبال من قبل المواطنين سيكون باعداد قليلة".
وبين انه تم اتخاذ جميع الاجراءات والتدابير الوقائية في الفندق والالتزام بالشروط الصحية، وان جميع العاملين ملتزمون بالتعليمات، من حيث النظافة والتعقيم والتعفير ولبس الاقنعة والقفازات، إضافة الى أن اللجان الصحية من قبل الجهات المعنية، تقوم بجولاتها الميدانية بشكل متواصل من اجل المتابعة ومحاسبة المقصرين .
وبخصوص أسعار المبيت في الفنادق، بين كاميران ان سعر الشخص الواحد في الفندق من خلال الكروبات السياحية ما بين 10 الى 15 الف دينار، بينما السائحون كأسرة واحدة او اشخاص بشكل منفصل عن الكروبات السياحية، فالاسعار تتراوح مابين 40 الى 45 للشخص الواحد، و30 الى 35 للشخصين، و50 الى 70 للجناح " السويت".
وبحسب احصائية رابطة المطاعم والفنادق يتواجد في الاقليم بشكل عام اكثر من الف مرفق سياحي واكثر من 850 فندقا وشققا مفروشة للسياحة والاستجمام.
من جهته، قال مدير إحدى الشركات السياحية في منطقة السيدية في بغداد القادم الى اربيل، في حديث لـ"الصباح": إنّ قرار السماح بدخول المواطنين غير المقيمين الى مدن الاقليم عامل مهم في عودة العمل من جديد بعد تضرر الشركات السياحية في عموم ارجاء البلد بسبب الوباء القاتل، وان الكثير من المواطنين يرغبون بالسياحة والاستجمام في مصايف اربيل الجميلة واخذ جميع التدابير والحذر والتزام بالشروط الصحية، لاسيما ان الطيران متوقف مع اغلب دول الجوار والعالم، عادا مدن الاقليم الواجهة والخيار الوحيد في الوقت الحاضر من اجل الاستجمام والاستمتاع بالمناظر الخلابة، التي تمتاز بها طبيعة المناطق الساحرة من الشلالات والجبال والوديان والاعتدال في المناخ.
في الشأن نفسه، طالب السائح ابو حسن القادم برفقة اسرته من بغداد الى اربيل في سيارتهم الشخصية بتبسيط وتسريع الاجراءات المعقدة جدا في سيطرة اربيل، خصوصا في فترة انتشار فيروس كورونا، بسبب الازدحام والانتظار بطوابير طويلة من اجل الحصول على الموافقة بالدخول الى المدينة مع انعدام شروط التباعد وعدم الالتزام بالتعليمات الصحية للوقاية من هذا الفيروس، معربا عن أمله في تخصيص أماكن مناسبة من قبل الجهات المعنية، لمراجعة المواطنين الزائرين مزودة باجهزة تبريد وساحبات كبيرة لتبديل الهواء بسبب الاعداد الكبيرة من المواطنين بينهم نساء واطفال ومسنون.