محمد هاشم طوَّع {التنك} لمصغرات زاخرة بالحياة

الصفحة الاخيرة 2020/09/04
...

  ديالى: أحمد نجم
لم تمنعه الإعاقة الجسدية ولا ظروف الحياة الصعبة التي جعلته يعيش وحيداً في مخيمات النزوح من العودة إلى ممارسة هوايته السابقة 
التي بدأها منذ العام 1993.
وتبدو الأعمال التي ينشرها محمد هاشم على مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها مشاهد حقيقية، فالعجلات العسكرية بتفاصيلها الدقيقة والجنود المحيطون بها، تبدو وكأنها صورة فوتوغرافية وليست قطعاً صغيرة من الصفائح مرتبة بعناية بيد ماهرة لا تترك شيئاً من مخلفات الاجهزة الكهربائية والميكانيكية الصغيرة الا وتحتفظ به، لتدخل بعد ذلك جزءاً من قطعة فنية تنال مئات التفاعلات عبر "الفيسبوك".
يعيش هاشم وحيداً بعمر أربعة وأربعين عاماً في مخيمات النزوح في خانقين بعد أنْ فقد والديه خلال اشهر قليلة، ليجد نفسه اسيراً للوحدة والظروف القاسية، اذ لم يجد غير الفن وسيلة لمواجهتهما ولقضاء وقت فراغه، خاصة انه يمثل له ذكريات قديمة، حيث بدأ به منذ شبابه المبكر قبل أن تبعده عنه ظروف الحياة وتعيده اليه بقوة مؤخراً ويصنع لنفسه جمهوراً بالمئات من داخل وخارج العراق.
يقول هاشم لـ"الصباح": إنَّ "المصغرات فن لصناعة نماذج مصغرة لبنايات واشياء اخرى من الحياة اليومية باستخدام مادة الصفيح المعروفة شعبياً بـ"التنك" حيث اقوم بتقطيعها وتصميمها كهيكل للقطعة المراد عملها ثم ابدأ باضافة التفاصيل الصغيرة والحساسة ومن ثم طلائها بالالوان المناسبة" اما سبب ولعه بالعجلات العسكرية وتركيزه عليها في اعماله يعود إلى عمله العسكري سابقاً ، اضافة لكونها تشكل تحدياً بسبب كثرة التفاصيل فيها ما يتطلب مستوى عالياً من الدقة والمهارة.
لم يكمل محمد دراسته وبالتالي لم يدرس الفن لكنه واثق من عمله لانه يعدُّ مهارياً، أكثر مما هو منهجي حسب قوله ونال المركز الثاني في مشاركته بمهرجان لقاء الاشقاء الخامس عشر للحرف والاعمال اليدوية في بغداد.
والقطعة الواحدة على صغر حجمها، الا انها تأخذ منه عشرات الساعات من العمل يقسمها لاسابيع احياناً، اما المواد التي يستخدمها في عمله، اضافة للصفائح فهي كما يوضح "استخدم مواد لاصقة ايضاً، إضافة للنفايات الإلكترونية مثل خرائط التلفزيونات وكذلك الاسلاك المعدنية وفي حياتي اليومية من النادر أن أرمي مثل هذه النفايات، إذ كل قطعة منها لا بدَّ أنْ أجد لها يوماً ما مكاناً في أحد أعمالي".