بغداد: سرور العلي
لم يكن المزارع السبعيني عبيد عبد الحسين معروفاً عند الكثيرين من أبناء قريته "جميعيات" في مدينة بابل، حتى احترف صناعة المجسمات، ليصبح مشهوراً بينهم ويتناوبون على زيارة مزرعته، ليستمتعوا بما تبدعه يداه من أعمال فنية.
وقال عبد الحسين عن أعماله لـ"الصباح":"أمارس هذه الهواية منذ العام 1995 ، وهي من الحرف الجميلة بالزمن الماضي، ولكن بسبب الصعوبات التي واجهتها ومنها، نقص الأدوات وقلة الدعم المادي والمعنوي، وعدم توفر المكان المناسب أنقطع أحياناً لفترات".
مضيفاً" قمت ببناء برج خشبي كبير على نخلة، ألجأ إليه لقضاء وقت ممتع مع شرب الشاي وبعيداً عن الروتين الممل، لاسيما في أوقات الحجر المنزلي بسبب أزمة كورونا".
ولفت إلى أن "البضاعة المستوردة قضت على المواهب والحرف اليدوية".
ويمتلك عبد الحسين موهبة كبيرة في نحت نماذج فنية بأشكال مختلفة ليعيد مجد الحرفة اليدوية حسب ما يقول ولما لها من دور كبير على مر الأجيال، ويصنع المجسمات من الأسلاك والخشب، ويزين مزرعته الكثير من النماذج كالطيور والأسماك وحيوانات أخرى وخرائط وغيرها إلى جانب كونه يحب ممارسة الرياضة وقراءة الشعر وإلقاء القصائد، ويأمل عبد الحسين أن يتوقف استيراد البضائع الأجنبية، وإنتاج ورش خاصة بالأعمال الفنية ودعم المواهب.
ويستذكر عبد الحسين حكاية احدى منحوتاته، بصوت حزين "قمت بنحت صورة لأخي المفقود أثناء تأدية الواجب بالجيش، لكن اضطررت لاخفائها لبكاء زوجته المستمر كلما رأته".
وختم حديثه"لا أرغب بترك ممارسة الحرفة ولكن قد اتركها مستقبلاً بسبب تقدم العمر".