يشهد اقليم كردستان ارتفاعا ملحوظا في الحركة التجارية والانتعاش الاقتصادي في الاسواق الرئيسة وسط مدينة  أربيل  والمحال والمولات والمطاعم والمقاهي والفنادق بعد ركود اقتصادي وتجاري، لأكثر من ستة اشهر بسب جائحة كورونا والنتائج السلبية التي أثرت في العالم بشكل عام

قال المحلل الاقتصادي شاخوان لاوند في حديث لـ “ الصباح “: إن “الانتعاش التدريجي وعودة الحياة كما كانت عليه في بداية العام الحالي، اثرا في جميع مفاصل الحياة، لاسيما مصدر المعيشة للمواطن”، مضيفا ان “قرار حكومة الاقليم، مؤخرا، بفتح الطرق الخارجية بين الاقليم والمحافظات العراقية الاخرى اسهم بشكل كبير في عودة الحياة وانتعاش الاسواق من قبل القادمين من المدن الاخرى، لاسيما في موسم انتعاش السياحة في الاقليم وكثرة السائحين والمتبضعين .

 

أزمة اقتصاديَّة

اضاف لاوند ان «الاقليم يعاني من ازمة اقتصادية حادة منذ بداية العام الحالي لسببين، الاول جائحة كورونا، التي ادت الى تدهور جميع القطاعات والمجالات في العالم اجمع، والسبب الثاني مشكلة رواتب الاقليم وتاخر توزيعها والحالة المعاشية المتردية التي يعيشها المواطن الكردي في الاقليم».

وأكد أن “ الحكومتين الاتحادية والاقليم تسعيان منذ العام الماضي وحتى الآن من خلال المباحثات والاجتماعات لحل المشكلات والمعوقات وايجاد الحلول المناسبة، في ما يتعلق برواتب الموظفين والبيشمركة والموازنة العامة والنفط والمنافذ والمعابر الحدودية”.

من جهته، قال تاجر في سوق القلعة الرئيسة في اربيل، سرمند حاجي، لـ “ الصباح “ : إن “الحركة التجارية، حالياً، تدعو الى التفاؤل بعد فتح الطرق البرية مع المحافظات الاخرى، وان اغلب المتبضعين من السائحين والزائرين من محافظات الوسط والجنوب، حيث تشهد الاسواق بشكل عام حركة تجارية جيدة وانتعاشا

اقتصاديا ملحوظا”.

 

تأثير الجائحة

بيّن حاجي “ خلال الاشهر الماضية، وتحديدا شهر اذار مررنا باوقات عصيبة جدا بسبب جائحة كورونا وغلق الطرق الخارجية والحظر الشامل وانقطاع رواتب الموظفين”، مؤكدا ان “كلها عوامل ادت الى ركود وتدهور اقتصادي كبير، وبالتالي فالمواطن الكردي المتضرر الاكبر بسبب تردي وضعه المعيشي”.

في الشأن ذاته، قال ميريوان زنكنه، وهو تاجر كبير في سوق القلعة باربيل، لـ “ الصباح “ : إن “لاعادة فتح الطرق الخارجية وعودة الحياة لطبيعتها دورين كبيرين في انتعاش الأسواق والمحال التجارية الضخمة والمطاعم والفنادق والمصايف في اربيل وباقي محافظات الإقليم”، منوها” باتخاذ جميع التدابير الاحترازية في كل المحال، خوفا من انتشار الوباء القاتل.»

بدورها، حذرت وزارة الصحة في اقليم كردستان من تزايد اعداد المصابين بجائحة كورونا بسبب عدم الالتزام من قبل المواطنين بالتعليمات والاجراءات الوقائية .

وقال المتحدث الرسمي في ديوان الوزارة الدكتور خالص قادر في حديث خص به “ الصباح “: إن “جميع الجهات المعنية تقوم بواجباتها من خلال الفحص اليومي المختبري للمصابين ومشاركة الفرق الصحية للرصد الوبائي”، لافتا الى ان “المستشفيات تقوم بواجباتها اللازمة تجاه المرضى وتنشر الرسائل والوسائل التثقيفية والتوعوية عبر وسائل الاعلام المختلفة بشأن مخاطر فيروس كورونا، وكيفية الحماية والوقاية اللازمة والحد دون انتشاره”.

 

تعاون وتنسيق

لفت قادر الى ان « من ضمن التعليمات التي اصدرتها وزارة الصحة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الامنية فرض الغرامات المالية للمواطنين المخالفين غير الملتزمين بالتعليمات، من ضمنها ضرورة ارتداء الكمامة والكفوف والتباعد الاجتماعي وعدم البقاء في المناطق المزدحمة».وأكد ان «الفرق الصحية بالتعاون مع الجهات المعنية متواصلة في عملها بجولاتها الميدانية في الاسواق والمطاعم والمرافق السياحية»، منوها بأن «الخطر في تزايد بسبب عدم التزام المواطنين بالتعليمات»، مؤكدا ان «الاصابات والوفيات مستمرة وحالات الشفاء في تزايد».