التعديل الدستوري الجديد

الصفحة الاخيرة 2020/09/15
...

حسن العاني

 
انا لا اطمر شخصيتي وهوية اسرتي كما تطمر النفايات النووية ، صحيح نحن  ( عائلة) طيبة جداً ، ولكن طيبتنا تتجاوز حدود السذاجة ، وسذاجتنا تتجاوز حدود البلاهة ، ولهذا امضيت حياتي اعاني من مشكلة الفهم المريرة ، لكوني بقيت متخلفاً عن معطيات الحضارة التي تجري بسرعة جنونية ... لا اكاد استوعب غرائب الانسان الآلي الذي بات بمقدوره طبخ ( البامية العراقية) افضل من جارتنا ام عليوي ، حتى افاجأ بحكاية الاستنساخ البشري والنعجة دُلي التي فاقت شهرتها شهرة ثلاثة ارباع الزعماء العرب .. ويعلم زملائي الصحفيون المقربون مني ، انني لم اهضم الى الان ، المعنى المراد من مفردة ( الكوتا) مثلا ، او عبارة [ من حق الاكثرية أن تقرر حتى لو كانت من فصيلة ( مزبان خضر هادي) ، ولا يحق للاقلية ذلك حتى لو كانت من ذرية ( عبد الجبار عبد الله)!!
ربما كان مصطلح ( المناطق المتنازع عليها) هو الاصعب على ادراكي لانه غريب على سمعي ومعلوماتي وثقافتي السياسية ، ومع ذلك لايقع في ذاكرتي ان اقليم كردستان قد طالب منذ أن اصبح اقليماً ولغاية 2003 بشيء اسمه المناطق المتنازع عليها ، وكان بمقدوره أن يطالب بذلك ويرفع طلبه الى المحافل الدولية ، ولكنه لم يفعل ، كما فعل في الاستفتاء والاعلان الصريح على الانفصال .. بل هو الذي عاد بإرادته الكاملة وبشوق عراقي وطني اصيل الى احضان العراق الواحد الموحد ، وهو الذي 
بإرادته الكاملة اسهم اسهاماً فاعلا في صياغة الدستور الذي يتحدث بلغة لا لبس فيها ولا تأويل عن وحدة البلاد .. فما الذي تغير في المعادلة ؟ ولماذا لا تمر علينا سنة سلام واحدة الا وقفزت الى سطح الخلافات قضية المناطق المتنازع عليها والمادة 140 وكأنها من اسلحة الدمار الشامل التي تهدد بها الدول القوية الدول 
المستضعفة ؟! 
اسئلة تحتاج الى محلل سياسي وذكي ومثقف ، وانا لست كذلك للاسباب التي ذكرتها ، ولكن المهم في هذه ( الهوسة) ودوخة الرأس انني فهمت اخيراً معنى هذا المصطلح ، وان المقصود به (اكثرية السكان) ، فاذا كانت الاكثرية من العرب تصبح المدينة (س) للعرب ، واذا كانت من الكرد تصبح لهم وهكذا ( لم يتحدث احد عن مصير المدينة التي تكون اكثريتها تركمانية مثلاً ... 
ولم يسأل احد لماذا اقتصر الامر على القومية ، وماهو مصير هذه المدينة او تلك اذا كانت اكثريتها مسلمة او مسيحية او صابئية او 
ايزيدية ...الخ ، وبناء على ذلك اود الاشارة الى وجود محلة سكنية في مركز محافظة اربيل تدعى(محلة العرب القديمة) ، وكذلك وجود محلة سكنية اخرى في المركز كذلك وتدعى ( محلة العرب الجديدة) ، ولفظة عرب 
هنا لايراد بها عرب الصومال او عرب الجنسية وانما 
هم ( عرب عراقيون) ، وقد بلغني ان هناك سياسيين ينوون طرح المناطق المتنازع عليها برؤية جديدة وذلك ببناء اكبر مجمع سكني تابع الى المركز ، يربط العرب الجديدة بالقديمة على وفق المادة 141 من التعديل 
الدستوري الجديد.