رحل يحيى إدريس تاركا لنا نبعاً معرفيَّاً لاينضب

الصفحة الاخيرة 2020/09/16
...

 بغداد: محرر موسيقى
 
صدم الوسط الفني والاعلامي برحيل الباحث في شؤون التراث الغنائي العراقي والوجه الاعلامي المحبب يحيى ادريس عن عمر ناهز 75 عاما، وعبر اصدقاء وتلامذة وزملاء ادريس عن حزنهم بهذا الرحيل المفاجئ عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
للراحل اسهاماته المعرفية الواسعة في نشر الثقافة الموسيقية وانتمائه الصميمي للمقام العراقي، منذ ثمانينيات القرن الماضي، تجلت في العديد من البرامج التلفزيونية والاذاعية، كذلك نشره المتواصل في الصحف العراقية والعربية، بما يخص المقام العراقي وتقديمه بطريقة شيقة، بحيث أصبح أحد أعلام هذا الفن، الذي حافظ عليه بما أوتي من خبرة ومعرفة من الاندثار والزوال، كونه يشكل الهوية الفنية للعراق وارثه الفني.
يحيى ادريس من مواليد الموصل العام 1945، انهى مراحل دراسته في محافظة اربيل وحصل على شهادة البكلوريوس في قسم اللغة العربية من جامعة 
المستنصرية.
ونال شهادة الماجستير في العام 1985 من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول 
العربية.
عمل مدرسا للغة العربية في الجزائر من العام 1970 الى العام 1974. 
ايضا عمل مدرسا لمادة المسرح العربي في معهد الفنون الجميلة، اضافة الى اهتمامه بالتراث الغنائي العراقي، كانت له مواهب ادبية اخرى في مجال القصة، فاصدر في العام 1966 مجموعة قصصية بعنوان " حفر ودموع "، وايضا عمل على تأليف واخراج العديد من الاعمال المسرحية، منها عدد من المسرحيات التي قدمها للجمهور الجزائري التي تنتصر للقضية 
الفلسطينية.
بدأ عمله في التلفزيون في برنامج " سهرة مع المقام العراقي " الذي ظل يتواصل مع المشاهدين لسنوات طويلة، ومن خلال هذا البرنامج اقترح تأسيس بيت للمقام العراقي، ولقى هذا المقترح الصدى والدعم من قبل وزارة الثقافة، وتم بالفعل افتتاح بيت للمقام العراقي في العام 1987 بجوار معهد الدراسات الموسيقية.
ومن ضمن البرامج الاخرى التي قدمها الاستاذ يحيى ادريس وحظيت بالاهتمام الجماهيري هو برنامج " على ضفاف التراث " وبرنامج " كهوة عزاوي " وبرنامج " مقامات عراقية "، فضلا عن البرامج الاذاعية وابرزها برنامج 
" النغم الخالد ".
رحل الباحث والاعلامي يحيى ادريس عن عالمنا وهو موشح بمحبة وعرفان الناس والمتابعين، ليترك لنا ارثا غنيا ونبعا معرفيا سيظل ينهل منه المريدون ابدا.