إحسان الإمام: الأغاني الحالية متشابهة وينقصها النضج

الصفحة الاخيرة 2020/09/16
...

 بغداد: وائل الملوك

نجح الفنان احسان الامام في تقديم الاغاني العراقية الاصيلة وأسهم في ايصال التراث الغنائي العراقي الى الاوساط الغربية، من خلال اقامته الأمسيات والحفلات في دول عالمية عدة. درس الموسيقى وتخرج على يد كبار الموسيقيين في بغداد العام 1986، ومن بعدها نقل خبرته الى طلابه خارج العراق، كما انه استطاع جذب العديد من الموسيقيين الاجانب للعزف معه بتقديم مجموعة من الالحان والاغاني الفولكلورية، التي صنعت مزجا ثقافيا بين الشعوب. " الصباح" التقت الفنان وتعرفت على اخر اعماله التي قدمها قائلا:

في الآونة الاخيرة انجزت عملين وطنيين يعبران عن المرحلة التي يمر بها عراقنا الحبيب، اهديت الاول لشهداء ثورة تشرين من كلمات الشاعر رياض النعماني والحاني، والعمل الاخر كان بعنوان" يا صاعد " شعر عدنان الصائغ والحاني، اضافة الى عمل جديد اضع لمساتي الاخيرة لانجازه من كلماتي والحاني.
اما بخصوص ما يقدم في الساحة الفنية الغنائية في الوقت الحاضر، فيرى الامام ان الرؤية غير واضحة المعالم، واغلب ما تقدم من اعمال ينقصها النضج، لأنها حقيقة ليست ألحانا الا ماندر، والأعمال الجميلة المعبرة ليس لها وجود في خضم الذي يسمع من كلام هابط، فضلا عن أن الأصوات متشابهة والحان ذات طابع واحد ومقام واحد وإيقاع واحد، واكيد هي مخلفات المرحلة الراهنة.
مشيرا الى ان الملحنين يجب عليهم الدراسة والمعرفة، كي يتسنى لهم وضع مجموعة من الألحان متنوعة المقامات والإيقاعات، اضافة الى انتقاء الكلام الجيد.
مؤكدا خلال الحديث، اهمية تقديم اعمال موجهة للطفولة، باعتبارها البنية الاساسية في بناء جيل واعٍ ومثقف، وبهذا الخصوص قدم الامام فيلما سينمائيا بعنوان "قصة الاحرف" التي وضع فيها مجموعة اغانٍ لكل حرف، من انتاج دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والاثار العراقية، معبرا عن سعادته بهذه التجربة.
بينما اتهم الاعلام بجميع وسائله في تقصيرها ببث العديد من الاغاني التراثية ذات القيمة الفنية العالية، والتي تسببت بغيابها عن اغلب الاجيال الشبابية.
مبينا أن التراث سمة البلد والفكر والثقافة واستمرار بثها يعطي طابعا معنويا وثقافيا لدى الاجيال، كما يعرف العالم العربي والغربي بما قدم و يقدم من موسيقى والحان ذات طابع عراقي قد تلهم اغلبهم، وهذا ما اشاهده من خلال الامسيات التي اقيمها.
واكد الامام، اهمية فتح مراكز لتعليم الموسيقى والغناء في جميع المحافظات، كي تكون فسحة للراغبين في التعلم الصحيح والأكاديمي، كي تنمو مواهبهم وطاقاتهم وهي في الوقت نفسه مفيدة للمجتمع، قائلا:" اعتقد ان المؤسسات المختصة تعمل ماعليها لامتلاكها ملاكات تدريسه ذات خبرة عالية، لكنها يجب ان تدعم من جميع المجالات المادية والمعنوية، كي يكون الجميع براحة ويكون الإنتاج ثريا ويرقى بالمستوى.
وتحدث عن موقف ظل عالقا في ذاكرته قائلا " عندما كنت احيي حفلا في هولندا بمناسبة العيد، قاطعني رجل مسن في منتصف الحفل، وطلب مني بترجي ان اعزف له العود، وكنت سعيدا بهذا الطلب وابلغته ساعزف له بشكل شخصي بعد الحفل" .
مستذكرا خلال حديثه، ابرز أعماله الغنائية في تلفزيون العراق، اهمها" اغنية عتاب، اني اسف، اعذرني، ننتظركم، علمني أنساك"، مبينا انه يمتلك مجموعة كبيرة من الاعمال، التي سجلها ولم تصور، كما اشار الى مشاركته في المسلسل التعليمي" احلى الكلام" من الحان الفنان الراحل طالب القرغولي وكلمات الشاعر فاروق سلوم، متمنيا في ختام الحديث ان يزور بغداد قريبا، بعد ان زارها في مناسبة ادراجها عاصة للثقافة عام 2013.