هناء العبودي
ضمن فعاليات بغداد مدينة الإبداع الأدبي – اليونسكو تم افتتاح منصة (الفلكلور والفنون الشعبية) وهي منصة جديدة تضاف الى منصات المدينة السابقة ، تمحورت الأصبوحة حول استذكار الشاعر الراحل عريان السيَّد خلف ، على قاعة ستي في بيت الحكمة ، ادار الجلسة الفلكلوري المعروف عادل حسون العردواي .
بداية قدم الاستاذ عادل العرداوي ايجازا عن ولادة هذه المنصة الابداعية الوليدة والتي من مهامها الاهتمام بالموروث الشعبي والفلكلور العراقي.. وتطرق الى أنّ المنصة وهي تبدأ اولى خطواتها تتشرف ان يكون الشاعر العراقي الراحل عريان السيد خلف اول من تستذكره وتحتفي به باعتباره واحدا من ابرز شعراء القصيدة الشعبية العراقية المعاصرة والذي تواجد في مضمارها منذ اكثر من نصف قرن مضى واثمرت رحلته تلك عن اصداره لست مجاميع شعرية ضمت بعض نتاجاته وهي مجاميع: (كبل ليلة) و(الديرة والكمر) و(صياد الهموم) و(تل الورد) وغيرها اعيد طبعها اكثر من مرة موضحا ان الشاعر من مواليد عام/ 1945 في ناحية الفجر الواقعة على نهر الغراف ضمن محافظة ذي قار..
واكد العرداوي عن اول ظهور للشاعر عريان كانت في برنامج (ركن الشعر) وهو برنامج إذاعي ، فقد بدأ بزوغ نجمه من ذلك الحين ، وعرف كيف يوظف المفردة الريفية في الشعر ، وخاض في شتى المجالات الشعرية في الغزل ، وقضايا الوطن والقضايا السياسية.
وبين أنَّ عريان السيَّد خلف كانت له بصمة واضحة في مسار الاغنية العراقيَّة الحديثة فقد صدحت حناجر مجموعة من المطربين بنصوصه وقصائده العذبة المعبرة كان من بينهم المرحوم صباح السهل وسعدون جابر وقحطان العطار وفؤاد سالم وكريم منصور وحميد منصور وسواهم..
وتلا نماذج من قصائده التي عالجت شتى الموضوعات الوطنية والاجتماعية والوجدانية التي شاعت وذاعت بين متذوقي الادب الشعبي وكان من بينها هذا المقطع الشعري لعريان الذي يجسد نظرته الى الموت اذ يقول فيه :
هذا الموت..هذا الموت..
جسر للانهايه اعليه كلنه انفوت..
هذا الموت.. هاجس يبتدينه بلحظة التكوين..
ويرافكنه العمر من غير ضجه وصوت
على جف المنايا مشرغدين انام..
ونلهث على الدنيا ونبني بيهه بيوت
ونتعافه ونذم بالخلك هذا وذاك..
وعله غفله وزرك من بينه التابوت
هذا الموت..هذا الموت..
وتلا العردواي واحدا من عشرات الابوذيات لعريان يقول فيه:
صب دمعي على الوجنات ياهل
وماتدرون بيه اشصار ياهل
صرت عصفور جني بيد ياهل
اهو يلعب وانه النار بيه
بعدها فتح باب النقاش للمشاركين في الندوة حيث ادلى الشاعر ناظم السماوي موضحا أن علاقته بعريان والتي تعود الى عام 1968 يوم التقى به في بغداد وقد كان يعمل عاملا في معمل شابي للمشروبات الغازية الواقع في شارع 14 تموز بالكرخ بحضور الشاعر الراحل زهير خزعل الدجيلي ...
وشارك ايضا في المداخلات الشاعر راضي الفريجي ورائد عمر وعلاء الوردي وامين قاسم الموسوي والسيد علي والدكتور سعد التميمي واخير الشاعر جلال كامل سواري القادم من الناصرية للمشاركة في هذه الاصبوحة الاستذكارية عن الراحل عريان السيد خلف.