بيت روسي على شاطئ نهر الشامية

الصفحة الاخيرة 2020/09/18
...

 بغداد: سرور العلي 
 
انشا فلاح إسماعيل، منزلاً على الطراز الروسي في الشامية، عائداً الى حياة البساطة في حضن الطبيعة، واسماعيل بمنتصف الستينيات من عمره، أستاذ متقاعد من جامعة القادسية، درس دكتوراه القانون الدولي في روسيا، ونقل جزءاً من ثقافتها.
وقال: "حلمت بزاوية مستقلة تجمع شتاتي وتشعرني بأنَّ لدي عشاً أعود اليه مثل بقية الطيور المهاجرة عندما رجعت الى وطني، بعد غربة طويلة".
وأضاف أنَّ "الأمر الذي دفعني الى التفكير ببناء كوخ على مقربة من الفرات يتناسب مع ظروفنا المناخية، اتخذته ملاذاً بعد تقاعدي على طراز البيوت الريفية في روسيا التي عادة ما كنت أتنقل بينها خلال فترة إيفادي الى الأصقاع البعيدة، فحققت حلمي على مقربة من شط الشامية".
أشار د. إسماعيل: "يبدو مظهر الكوخ الروسي غريباً بالنسبة لسكان المنطقة ومحيطها، وكثيراً ما تقف المارة أمامه لالتقاط الصور، والاستفسار عن مراحل تشييده وتكلفته، حتى أنَّ بعضهم أبدى رغبة كبيرة وقناعة بجدوى تشييد مثله، وأصبح يعرف بالمنزل الروسي"، موضحاً: "ألفتُ كتباً تدرس رسمياً في كليات ومعاهد روسيا الى جانب عملي في الجامعة الروسية عشرين عاماً".
وبين "لدي قناعة أنَّه في يوم من الأيام سنرى فيه هذا النوع من البيوت وقد انتشر، لا سيما في المناطق الريفية والمحاذية للحقول والبساتين". مواصلاً "كانت بيوتنا الأصلية تشيد من سعف النخيل وجذوعه، يملأ باحاتها ومحيطها الضوء، لكننا وبفعل زحف المدينة وزحمة السكان وجدنا أنفسنا محاصرين بجدران كونكريتية، وداخل علب يندر فيها الهواء والضوء، ويهجر سكانها حياة البساطة وروح الالفة والتكافل الاجتماعي الذي جبلنا عليه".