نابليوني دي بونابرته

الصفحة الاخيرة 2020/09/20
...

نزار عبد الستار

كل الناس يعرفون نابليون بونابرت بانه ذلك القائد العسكري المهيب الذي سطر الانجازات العظيمة لفرنسا وأسهم بعبقريته الحربية  في تطوير العلوم  العسكرية وفنون القتال  وبات بذلك من اشهر رجالات العصور الحديثة  الا ان نابليوني دي بونابرته وهذا هو اسمه الايطالي الاصلي كان رجلا فذا في امور تنظيم الحياة  وله الفضل على اوروبا والعالم اجمع لكونه مبتدع القانون المدني الفرنسي الذي يحمل الى الان اسم «قانون 
نابليون».
هذا الرجل القصير الذي عاش مقاتلا وتوج امبراطورا ومات منفيا بعد ان خسر معركة واترلو كان رجلا اداريا من الطراز الاعلى ونشر في اوروبا تعاليمه القانونية التي اعطى فيها قيمة للعمل وساوى بين الناس وفضل الكفاءة على الاعتبارات الطبقية كما انه نظم الشؤون المحلية واوجد نظاما بلديا سليما ودعم الفنون وشجع العلماء 
والادباء.
نابليون بونابرت لم يكن ذلك العسكري الموهوب فقط بل كان مفكرا جبارا وصاحب ارادة قوية ونظر الى تنظيم الحياة بشكل لم يسبقه اليه احد وقد توج ذلك بالقانون المدني الذي انتشر في ارجاء العالم وكانت المستعمرات الفرنسية هي اول المجتمعات التي طبقت القانون المدني وطورت نفسها قبل غيرها ولنابليون الفضل في تحقيق المساواة وفق مبادئ الثورة الفرنسية ومتن دور القضاء في المجتمع واعطاه اولوية كبيرة وعمل جاهدا على ضبط الريف وتعزيز ثقافة العمل الجماعي ونبذ التعصب وكان التعليم من اهم اولوياته فضلا عن اصلاح النظام المالي والقضاء على 
الفساد.
الفرنسيون عشقوا بونابرته لأنه كان ينظر الى فرنسا كأمة عظيمة وكان راعيا ومطبقا لمبادئ الثورة الفرنسية التي اتت لنصرة الشعب وانهاء الاقطاعيات والاستغلال 
الطبقي.
هذا الرجل المحارب الذي كانت اوروبا تخشاه وتحترمه في آن واحد لم يكن مهموما بنفسه رغم انفلاتات جنونه ومغامراته الطائشة ودمويته في مواقف كثيرة لكنه عاش حياته قائدا ورسخ هذا المفهوم في جوانب عدة وهو انموذج فريد جمع بين العبقرية العسكرية والحكم العادل.
بونابرته رغم كل ما قيل عنه يبقى الشخص الذي اسس الفكر المدني في العالم وأسهم في تطوير الحياة وترتيبها كي تكون قابلة للتعايش ونظيفة من
الدم.