الإصلاح الاقتصادي في العراق

اقتصادية 2020/09/22
...

صباح محسن كاظم 
 

لعلّ الشغل الشاغل للجميع في العراق هو كيفية النهوض بالواقع الاقتصاديّ والتنميّة الاقتصاديّة التي طال انتظارها لاربعة عقود، بسبب الحروب العبثية ثم الحصار الاقتصادي وتكبيل العراق بالديون بسبب حروب الخليج المتتالية، بعد شمس الحرية كان الأمل مُشرعاً نحو آفاق النهوض، لكن التلكؤ بالمشاريع الإنمائية، وبروز ظاهرة الفساد المالي، ثم جائحة "كورونا" وماترتب عليها ادت الى توقف النشاط الاقتصادي، المجتمع العراقي يتطلع إلى تقديم المستوى اللائق من الخدمات، كما بدول الجوار- بالخدمات التعليمية والصحية ومختلف القطاعات.
العراق بتنوعه الطوبوغرافي بالإمكان الاستثمار بأرضه من بيئة الأهوار والزراعة والسياحة الآثارية، مع القدرات لتطوير الصناعات النفطية في(البصرة، العمارة، الناصرية) واستثمار صحراء السماوة المترامية للحدود السعودية، بينما وجود العتبات المقدسة بكربلاء والنجف يجعلهما قبلة للزائرين من كل دول العالم لو طورت كما تفعله السعودية حول مدينة مكة المكرمة أو إيران بمشهد المقدسة وتركيا والإهتمام بآثارها الدينية ومصر بحضارتها الفرعونية، تحولت لإقامة قاعدة صناعية بعد إنشاء محطات كهربائية..وطرق مواصلات مهمة.
إن إنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير الستراتيجي الذي يجعل العراق ممراً مهماً للتجارة العالمية ضرورة اقتصادية، في وقت يواجه الإصلاح الاقتصادي (الصناعي-الزراعي) حالة من الارباك، فالمضي بالتنمية العراقية هو المرتجى من كل حكومة منتخبة مقبلة.
يؤكد الدكتور عبد الرحيم الشدود في كتابه (الإصلاح الاقتصادي في العراق بين النظرية والتطبيق ) في الصفحة 25 ان مفهوم الإصلاح الاقتصادي: ( هو تعبير عن السياسات التي تجعل النفقات المحلية متناغمة مع ماهو متاح من موارد عن طريق ايجاد توليفة من السياسات المالية والنقدية والتجارية وسعر الصرف لضمان وجود طلب محلي كلي يوائم تركيبة العرض الكلي، فضلاً عن اعتماد اجراءات تعمل على تحفيز قطاع السلع والخدمات، واعتماد سياسات اقتصاد جزئي تسعى إلى تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد عن طريق ازالة تشوهات الأسعار وتعزيز المنافسة، فضلاً عن تخفيف السيطرة الإدارية، ما يؤدي إلى استعادة التوازن المالي الداخلي والخارجي والحد من الضغوط التضخمية وتقليل تأثيراتها السلبية بما يؤدي إلى تحسين ميزان المدفوعات....).
إن حزمة الإصلاحات تظهر بتطور الأداء الاقتصادي الذي ينعكس على حياة الفرد، وفك الاختناق بالحياة اليومية الذي يعاني منه المجتمع .. وبالتالي تحقيق الحلم بالرفاه الاقتصادي المنشود، إذا ما سعى السياسي الى العمل بحرص لأبناء وطنه، الاقتصاد العراقي قادر على النهوض.