تنويع الإيرادات

اقتصادية 2020/09/29
...

 
حسين ثغب 
الاقتداء بالتجارب الناجحة مثل خطوة مهمة على طريق تحقيق التنمية المستدامة حين تتوفر الارادة الصادقة لبلوغ هذا الهدف السامي الذي يضع العراق بين الكبار اقتصاديا ويحمي مصالح البلد ويوفر العيش الكريم للشعب ويضمن حقوق الاجيال المقبلة التي ستعمل على اكمال مسيرة النجاح.
 العراق لا يمكن ان يخلو من تجارب ناجحة رغم الظرف الصعب الذي يعيشه، ونجد نجاحات تولد من رحم المعاناة وفي ظل تحديات كبيرة ومصاعب قد لا يواجهها صاحب العمل في أي من بلدان العالم، ولكن الارادة القوية حققت الطموح او جزءا منه وباتت العجلة تسير رغم 
المصاعب.
في بلادنا يمكن أن يقال ان صناعة السمنت أنموذج حقق النجاح في ظل عقبات كثيرة ومعقدة، ولكن حين توفرت الارادة تم بلوغ الأهداف التي رسمت وبات الانتاج الوطني يغطي حاجة السوق المحلية من هذا المادة المهمة رغم تزايد الطلب ولكن حين اجتمعت ارادة القطاعين الخاص والعام تحقق الاكتفاء الذاتي من مادة السمنت عبر مصانع محلية عامة وخاصة. 
هذا التجربة الى جانب تجربة صناعة المشروبات الغازية لشركة بغداد وشركات خاصة غذت الأسواق المحلية بحاجتها، يمكن أن نقف عندها ونحاول الافادة منها في صناعات اخرى، كما انها دليل على قدرت الشركات المحلية على توفير حاجة السوق من مختلف المواد.
ونلمس من هاتين التجربتين ان القطاع العام حين يساند القطاع الخاص ويكون عونا له ويحمي المنتج المحلي فإن النجاح خليف لأي توجه تنموي تتجه صوبه البلاد.
 كما أن هذه الخطوة المهمة سوف تحقق جدوى اقتصادي كبير للبلاد وتحافظ على مسارات الدولار التي تذهب صوب الأسواق العالمية لغرض استيراد مختلف البضائع التي يمكن أن تصنع ٨٠ بالمئة منها داخل العراق حين تتوجه هذه المبالغ الى تعزيز القدرة الإنتاجية في قطاعات الصناعة والزراعة، وحين تتوفر الارادة الوطنية لتحقيق النجاح فإن مقومات التنمية متوفرة وتحتاج الى من يستثمر ذلك ليعود العراق الى مكانه الحقيقي بين 
اقتصادات العالم.