يقول العلماء إنهم قد اكتشفوا السرعة القصوى الممكنة للصوت. إذ وجد الباحثون أن الموجات الصوتيَّة تنتقل بسرعة 36 كم في الثانية خلال الهيدروجين الذري، ما يمثل ضِعف سرعته التي ينتقل بها خلال الماس الذي يعد أقسى مادة مكتشفة في العالم.
حدٌ أقصى للسرعة
ولم يكن من المعروف حتى الآن سواء كان هناك حدٌ أقصى للسرعة خلال المواد السائلة أو الصلبة.
إنَّ الموجات الصوتية تنتقل بسرعات مختلفة ويعتمد ذلك على الوسط الناقل لها، فهي تنتقل عبر المواد الصلبة بنحوٍ أسرع من المواد السائلة والغازية، لذلك نحن نسمع صوت القطار عبر سكك الحديد بوقتٍ مبكر من سماعنا له عبر الهواء.
ووجد العلماء بعد أنْ اختبروا مجموعة واسعة من المواد، أنَّ سرعة الصوت في الهيدروجين الذري الصلب قد اقترب من الحد الأساسي النظري.
وجاء البحث، الذي نُشر في مجلة (ساينس ادفانسيز) العلميَّة، نتاجاً للتعاون بين كل من جامعة كوين ماري في لندن وجامعة كامبردج ومعهد فيزياء الضغط العالي الروسي بموسكو. كما أنَّ دراسة الموجات الصوتيَّة هذه لها تطبيقات علميَّة مهمة.
علماء المواد
يقول أستاذ علم المواد بجامعة كامبردج (كصريس بيكارد): "لقد بدأ المختصون بالزلازل استخدام الموجات الصوتيَّة للهزات الأرضيَّة العميقة داخل الأرض لمعرفة طبيعة الأحداث الزلزاليَّة وخصائص تكوين الأرض. كما أنَّ الدراسة تهم علماء المواد ايضاً لارتباط الموجات الصوتيَّة بخصائص المرونة المهمة بما في ذلك القدرة على مقاومة الضغط".
ويقول أستاذ الفيزياء في جامعة كوين ماري بلندن (كوستيا تراتشينكو): "نعتقد بأنَّ نتائج هذه الدراسة قد تكون لها تطبيقات علمية إضافيَّة، لأنها تساعدنا في إيجاد ومعرفة حدود الخصائص المختلفة مثل اللزوجة والتوصيل الحراري المرتبط بقدرة التوصيل لدرجات الحرارة العالية، وبلازما كوارك - غلوونية (وهي طور في الديناميكا اللونيَّة الكميّة يُفترض وجوده في درجة حرارة أو كثافة أو درجة حرارة وكثافة مرتفعين للغاية) وحتى فيزياء الثقب الأسود".
سرعة قصوى
وتُعدر سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون، والتي كان أوَّل من أشار إليها العالم جيمس كلارك ماكسويل، ومن ثم عالم الفيزياء الشهير ألبرت آينشتاين في نظريته النسبية.
ويعتمد الكثير من علم الفيزياء الحديثة على فكرة أن لا شيء يمكن أن ينتقل بسرعة أكبر من سرعة الضوء.
فسرعة الضوء هي السرعة التي أسَّس عليها آينشتاين نظريته النسبية، والتي لم يتمكن أي عالم أو تجربة علمية حتى الآن من دحض افتراضاته فيها حول سرعة الضوء.
ولكن، مع ذلك من المفيد أن يُعاد التفكير بالموضوع كاملا في حال صحَّت تجارب المعهد الأوروبي في سويسرا.
وقد قُوبل الإعلان عن نتائج تجربة بطلب من باقي العلماء في العالم بضرورة محاكاة واختبار وفحص تلك النتائج إلى أقصى درجة علمية ممكنة، وإنقاذ علم الفيزياء الذي نعرفه، حتى الآن على الأقل.
* عن سكاي نيوز