صدر عن دار مومنت في لندن كتاب للشاعر عبد الزهرة زكي مترجما للانكليزية حمل عنوان ( شريط صامت - قصائد الدم، والرصاص، والسيارات المفخخة - ). ترجمة الدكتورة عذراء ناصر. لا يحاول هذا الكتاب تفسير الحرب لكنه ببساطة يقدمها كما هي، الدمار الذي تحدثه والألم الذي تخلفه وراءها. لكل أولئك الذين غيرتهم الحرب الى الأبد هذا الكتاب يتكلم عن الضحايا والقتلة. يقدم زكي الكتاب بسطر من مجموعته الشعرية “اليد تكتشف” المنشور عام 1992 بعد امواج الجثث التي عصفت بالبلاد آنذاك بسبب الحصار الاقتصاديّ على البلاد وتلك التي عصفت بسبب الحرب الأهلية عام 2005 وما تلاها، حين أصبحت مشاهد الجثث المجهولة في الشوارع، الإتصال الاخير دون اجابة، الاغتيالات والاختطاف مشاهد مألوفة عند العراقيين.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام يقع تحت كل منها نصوص تحكي حكاية مجتمع، وأفراد،  وعزلة متخيلة تعطي مساحة للذاكرة لتسجيل اللحظات المدمرة لحداد ذوي الضحايا على قبور أحبابهم. وينتهي الكتاب بهذه النصوص التي تصور القبر والنُصب و متحف الحرب في تصوير يشخص الذاكرة كالقوة الوحيدة المتبقية لمحاربة تكرار هذه الصراعات الدموية الكارثية التي عانى منها العراقيين لسنوات. لا مخيلة ولا مبالغة، الألم مجردا، والحوادث التي دمرت حياة الناس الى الأبد وغيرت خريطة الدولة الاثنوغرافية والطائفية والاجتماعية منذ ذلك الوقت.

د. عذراء ناصرة اكاديمية ومترجمة من بغداد ولدت عام 1980 وحاصلة على الدكتوراه من جامعة بليموث البريطانية في أدب الحرب الدراسات المقارنة نشرت بحوثا في المجال منها فصل في كتاب الحرب والتجربة والذاكرة في الثقافات العالمية منذ عام 1914 الصادر عن دار روتلج في نيويورك وبحثا عن الحداثة الغربية ترجمتها وإعادة ترجمتها في الشعر العراقي: السياب بين اديث سيتويل واليوت عام 2016 في مجلة امباكت 

العالمية. 

عبد الزهرة زكي.. شاعر عراقي ولد عام 1955 جنوب العراق ونشر عدة مجموعات شعرية، من بينها مجموعة اليد تكتشف وكتاب الساحر واخيرا الديوان الغربي للشاعر الشرقي، عدت مجموعته الشعرية” هذا خبز” واحدة من اهم النصوص التي قدمت معاناة العراقيين مع الحصار الاقتصادي الدولي حتى عام 2003. وتقدم مجموعة شريط صامت 2011 الكتاب الشعري الرائد الذي قدم الاحداث الرهيبة التي رافقت الحرب الاهلية واحداث ما بعد 2003. نشر ايضا “طريق لا يسع الا فرداً” قدم فيه تنظيرا للحداثة الشعرية العربية.