{دورمو}.. متعقب للنوم يتلاعب بالأحلام

علوم وتكنلوجيا 2020/10/13
...

  آدم سميث
  ترجمة: شيماء ميران
زعم علماء بأنهم قادرون على التلاعب بأحلام النائمين من خلال جعلهم يتخيلون موضوعات معينة مشابهة للحلم الواضح. واستخدم الباحثون في فلويد انترفيسيز بمختبر معهد ماساتشوستس التقني تقنية تسمى استهداف حاضنة الحلم (TDI) لتحقيق ذلك. وتستعمل هذه التقنية في المرحلة المبكرة للنوم التي تعرف باسم (هيبناغوجيك hypnagogia) من أجل تهيئة شعور النائم بما سيحلم به.
موجات الدماغ والتجربة
ورغم أنَّ النائمين يستمرون بسماع الأصوات أثناء هذه المرحلة، إلا أنها تتشابه مع مرحلة حركة العين السريعة (REM) من حيث موجات الدماغ والتجربة. وعلى هذا النحو يقوم أشخاص بتسجيل موضوعات محفزة مثل (تذكر التفكير بالشجرة) أو (تذكر مراقبة أفكارك)، وثم تُشغل هذه التسجيلات في وقت مناسب.
وعن طريق استخدام جهاز يدوي متعقب للنوم يمكنه أنْ يرصد عدة تغيّرات مثل معدل ضربات قلب مرتديه، أو الشحنات الكهربائيَّة على الجلد وحركة الأصابع وغيرها الكثير، يُمكن للباحثين أنْ يعلموا متى يدخل النائم لمرحلة (هيبناغوجيك) ليقوموا بتشغيل التسجيلات في الوقت المناسب.
وبحسب مؤلف الدراسة الرئيسة (آدم هار هورويتز) فإنَّ متعقب النوم الذي يسمى (دورمو Dormio): "يوصل صوت التسجيلات في الأوقات الصحيحة، ويسجل صوت تقارير الأحلام".
يقول هورويتز: "يمكن للأشخاص ارتداؤه بسهولة، ليخبرونا ما إذا كانت هذه المحفزات تظهر في أحلامهم. وفي أغلب الأحيان تتحول هذه المحفزات، فمثلاً حافز الشجرة يصبح سيارة بشكل شجرة، لكن من السهل تحديد الاندماج المباشر".
ووفق الدراسة فإنَّ أكثر من ثلثي المشاركين في الدراسة ذكروا أحلاماً عكست المحفزات الصوتيَّة. إذ وصف أحدهم تتبعه لجذور الشجرة، بينما تذكر آخرون شجرةً من طفولتهم.
ورغم أنَّ العديد من عناصر التلاعلب بالحلم غير مفهومة، فمن غير الواضح أنْ نقول كيف يمكن لأحلام النائم المنشطة أنْ تفيدهم.
يقول هورويتز: "كل فائدة ظاهرة لتكون مرتبطة بالحلم تستحق التجربة ما إذا كان بإمكانها إثبات أنها تأتي من حلم. وقد امتدت هذه النطاقات من الأعمال السابقة على الكوابيس واضطراب ما بعد الصدمة PTSD  الى العمل الحالي على تعلّم اللغة اثناء النوم، او الإبداع ولحظات الإدراك في الاحلام".
وكان أول نموذج لتقنية الدورمو في العام 2018. ومنذ بدء تلك الدراسة التجريبيَّة أقيمت ورشة عمل لاحقة في كانون الثاني من العام 2019 من أجل مناقشة تقنيات جديدة للدراسة والتسجيل والتأثير في الأحلام.
 
حماسة التجربة الشخصية
والأكثر من ذلك، فإنَّ التجربة الجديدة توجه الأحلام تجاه موضوعات معينة عند بداية النوم، وعندها يمكن السماح للمعلومات بالاندماج في محتوى الحلم. واستخدمت نتائج هذه الورشة في إصدار طبعة خاصة عن هندسة الأحلام الى مجلة الوعي والإدراك.
يقول استاذ فنون وعلوم الإعلام ورئيس مجموعة فلويد انترفايسز (باتي مايس): "كانت أغلب دراسات النوم والأحلام حتى الآن مقتصرة على مختبرات النوم في الجامعة الباهظة للغاية، فضلا عن كونها مرهقة بالنسبة لكل من الباحثين والمشاركين. يشعر مجموعة باحثينا بالحماسة ليكونوا الرواد الجدد في مجال التقنيات المدمجمة والرخيصة في دراسة النوم ووصلها بالأحلام، وبالتالي تفتح الفرص أمام إجراء المزيد من الدراسات والتجارب في  بيئات طبيعيَّة".
واوضح محاضر علم النفس في جامعة ماري كوين بلندن (فالداس نوريكا) لصحيفة الانديبندنت ان الباحثين عرفوا منذ عقود امكانية تأثير تجارب اليقظة في الأحلام، رغم صعوبة جمع دراسات واسعة النطاق حول مثل هذه الاحداث. 
يقول نوريكا: "إنَّ استهداف حاضنة الحلم باستخدام جهاز دورمو هي تقنية جديدة مرحب بها كثيراً، لانها تُمكن من زرع كلمات وموضوعات مختارة محددة الى الأحلام. علاوة على ذلك يسمح دورمو بتغيير محتوى الحلم أثناء النوم في المنزل بدون مراقبة المجربين لأحلامنا. وبالتالي فإنَّه يوفر فرصاً لاختبارات واسعة النطاق، وأنا متأكد أنَّ هناك العديد من الأشخاص الذين قد يكونوا متحمسين جداً لتجربة استخدام دورمو شخصياً في منازلهم".
 
عن صحيفة الاندبيندنت