أكره مناعة القطيع كمصطلح

آراء 2020/10/13
...

 نوزاد حسن

لستُ طبيبا ولكني أكره كثيرا استخدام مصطلح مناعة القطيع الذي صار مصطلحا شائعا على ألسنة الاطباء كإجراء قد تتخذه دولة من الدول للسيطرة على انتشار فيروس معين. ويبدو ان عودة الاصابات المرتفعة في اوروبا على الخصوص ودول اخرى بعضها جيران لنا جعل الصحة العالمية تقيم الوضع الصحي العالمي لو جاز القول.
بحثت في غوغل عن هذا المصطلح كي أفهم سحره الغامض الذي دفع دولا كثيرة كي تخفف اجراءات السيطرة على الجائحة. كل ما حصلت عليه هو تعريف عام واشارة الى ان مناعة القطيع كمصطلح استخدم في بداية العشرينات. اعطاني غوغل مشكورا اسمين اخرين لمناعة القطيع هما: مناعة الجماعة والمناعة الجماعية. ومع ذلك شاع المصطلح المزعج اكثر من المصطلحين الاخرين.
في الواقع اريد الاشارة الى ان وزارة الصحة اعلنت انها ستقدم للجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية مقترحا بإعادة حظر التجوال بسبب توقعات بارتفاع الاصابات مستقبلا. ونحن نعلم ان الحياة تقريبا عادت الى طبيعتها بعد رفع الحظر الجزئي، وفتح المطاعم والحدائق العامة والمساجد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ان عصا مناعة القطيع السحرية لم تفعل شيئا ملموسا لتقليل الاصابات على المستوى 
العالم؟
لقد اجابت منظمة الصحة العالمية على لسان مديرها العام بأن ما ترك تفشي فيروس كورونا على أمل الوصول الى ما يسمى بمناعة القطيع هو "أمر غير أخلاقي". وفي الحقيقة فهمت وانا اقرأ موقف الصحة العالمية على لسان مديرها العام ان مناعة القطيع مفهوم يستخدم في اللقاحات بعد ان يحصل مثلا 90 بالمئة من الناس على اللقاح فإن الخمسة بالمئة الباقية لن تصاب بالفيروس.
 لنقل اذا ان المناعة الجماعية وهي مصطلح افضل كثيرا من مصطلح مناعة القطيع الذي كان اجراء اتبعته الحكومات في مختلف الدول بعد ان تضررت حركة الاقتصاد، وفقد الالاف من الناس اعمالهم ووظائفهم، وتضررت الفئات الفقيرة، كما زاد العنف الاسري جراء العزل وتوقف الحياة.
قد تكون هناك حلول واقعية ممكن ان تخفف من انتشار فيروس كورونا. تبدأ من توعية المجتمع بخطورة هذا الفيروس الى مراقبة تطبيق مقررات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بين المواطنين. فهل حان الوقت للقيام بهذه الخطوة الضروريَّة؟