رسائل الى فان كوخ

ثقافة 2020/10/14
...

  منقذ أبو الهيل 
 
1
صديقي فان كوخ
كيف استطعتَ أن تغادرَ 
 تاركاً ثقباً في أذنك 
 صار معبراً للرياحِ 
« التي يقال إنَّها  تدفع الناس إلى  اليأس»
ومهرباً لآخر غراب غادر الحقول الصفراء 
ونافذة لكلّ بؤساء الأرض ومناجم الفحم 
 إنه ثقبٌ في جيب السماء 
أصبح قمراً فيما بعد
2
الحياة التي غادرتك
 كانت غبيةً حقاً
وبخيلةً  في الغالب
الحياة التي كلّفتك برسم تفاصيلها
غادرتك وهي تنجو بجلدها
 خوفَ أن تدفع فواتير أحزانك المُكلفة
3
لكلِّ  شيء ظلّ يشبهه
إلّا ظلّي لكَ 
يشبهكَ تماماً
4
صديقي فان كوخ 
أتعلم أنني أذكرك طوال الألم
وأرتب لك أدوات الرسم خاصّتك 
و ألمِّع الغراب الأزرق في عينيك 
فانتظرني مثلما انتظرتك
ربما سنلتقي يوماً تحت نفس الشجرة 
وبذات الصدفة 
5
بعد مئة وثلاثين عاماً
في ثلاجات الموتى 
عُثرَ على فان كوخ 
وفي يدهِ ساعةً نابضةً
ورسالة أخيرة مفادها :
عزيزي(تيو) وجاري الأبدي 
لقد تمّ العثور مؤخراً 
على المسدس الذي أفسدَ الحقول الصفراء 
وحوّلها الى رماد 
وكان ذلك مكسباً طرياً لجراحي