1
صديقي فان كوخ
كيف استطعتَ أن تغادرَ
تاركاً ثقباً في أذنك
صار معبراً للرياحِ
« التي يقال إنَّها تدفع الناس إلى اليأس»
ومهرباً لآخر غراب غادر الحقول الصفراء
ونافذة لكلّ بؤساء الأرض ومناجم الفحم
إنه ثقبٌ في جيب السماء
أصبح قمراً فيما بعد
2
الحياة التي غادرتك
كانت غبيةً حقاً
وبخيلةً في الغالب
الحياة التي كلّفتك برسم تفاصيلها
غادرتك وهي تنجو بجلدها
خوفَ أن تدفع فواتير أحزانك المُكلفة
3
لكلِّ شيء ظلّ يشبهه
إلّا ظلّي لكَ
يشبهكَ تماماً
4
صديقي فان كوخ
أتعلم أنني أذكرك طوال الألم
وأرتب لك أدوات الرسم خاصّتك
و ألمِّع الغراب الأزرق في عينيك
فانتظرني مثلما انتظرتك
ربما سنلتقي يوماً تحت نفس الشجرة
وبذات الصدفة
5
بعد مئة وثلاثين عاماً
في ثلاجات الموتى
عُثرَ على فان كوخ
وفي يدهِ ساعةً نابضةً
ورسالة أخيرة مفادها :
عزيزي(تيو) وجاري الأبدي
لقد تمّ العثور مؤخراً
على المسدس الذي أفسدَ الحقول الصفراء
وحوّلها الى رماد
وكان ذلك مكسباً طرياً لجراحي