3 تشرين الاول

آراء 2020/10/14
...

  فوزي كركان

بعد الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) أدرك المجتمع الدولي ضرورة إيجاد تنظيم دائم قادر على منع الحرب، وحل المشكلات التي تعترض العلاقات الدولية، وفض المنازعات بالطرق السلمية، واحترام قواعد القانون الدولي، فانعقد مؤتمر باريس للسلام عام 1919، والذي أقر معاهدات الصلح (ومنها معاهدة فرساي) والذي انبثقت منه أول منظمة سياسية دولية؛ هي عصبة الأمم.

وقد شارك فيه الأمير فيصل والوفد المرافق له (رستم حيدر ونوري السعيد وآخرون).
وضعت المنظمة نظاماً للانتداب تنتدب بموجبه بعض الدول الكبرى لإدارة شؤون بعض المستعمرات، والاقاليم التي كانت خاضعة لدول المحور لحين حصولها على؛ الاستقلال الكامل.
 بما إن العراق أصبح تحت الانتداب البريطاني عام 1920 الذي أقرته العصبة، لكنه استطاع أن يكون أول دولة في العالم تخرج من الانتداب وتنضم الى عصبة الامم عام 1932، ليصبح الدولة رقم 57 فيها، الذي سبق مصر بخمس سنوات، بينما بقيت السعودية حتى تأسيس منظمة الامم المتحدة عام 1945، وأصبح بذلك نوري السعيد (رئيس الوزراء ووزير الخارجية) أول مندوب عربي لدى المنظمة 
الدولية.
وقد صوت مجلس الوزراء على مشروع قانون (العيد الوطني) لجمهورية العراق وهو تاريخ انضمام العراق لعصبة الامم 03 /10 /1932، وبانتظار تصويت مجلس النواب لكي يصبح قانونا.
على الرغم من كل ما يقال عن فشل العصبة في نزع السلاح، ومنع قيام الحرب، الا أنها حققت نجاحات في مجالات أخرى اقتصادية، وثقافية، وتعتبر أول منظمة سياسية دولية ذات طابع عالمي، والنواة الأولى لكثير من المنظمات الدولية الحالية كالأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الصحة العالمية 
وغيرها.
واستطاعت أن تحل الكثير من المشكلات منها النزاع بين السويد وفنلندا، وتعيين الحدود اليوغسلافية الألبانية والنزاع العراقي التركي حول ولاية 
الموصل.
استطاع العراق من خلال عصبة الامم أن يضم- ولاية الموصل- بدعم دبلوماسي بريطاني (التزاما، ًبمعاهدة 1930)، وذلك من خلال لجنة دولية شكلتها العصبة، التي رسمت حدودا بما عرف بـ (خط بروكسل) بعد اتفاقية لوزان عام 1923 التي رسمت حدود الدولة التركية الحالية، لكنها استمرت بالمطالبة 
بالموصل، ووفقا لمعاهدة انقرة عام 1926 التي رسمت الحدود التركية العراقية، حصل العراق على ولاية الموصل وبالمقابل يعطي لتركيا 10 % من نفط الموصل ولمدة 25 عاما.