الخوف من الآخر

آراء 2020/10/14
...

 أمجد ياسين

وهل أفضل من الخوف غطاء نختبئ خلفه، لتبرير الكثير من الافعال والممارسات وتصديرها للآخر، رد الفعل جزء كبير منه خوف، مثلما الفعل خوف من نوع آخر، فأنت تبادر بالفعل اتقاء أن يحدث أمر تخافه أكبر من توقعاتك، فزرع الخوف في قلوب الاخرين غاية لردعهم كما كان يفعل عنترة بن شداد عندما يضرب الضعيف ضربة يهلع منها قلب القوي كما قال، للخوف اوجه ولبوس عدة تنتشر في كل مفاصل الحياة، قد يُطلق عليها تسميات أخرى ولكن جزءا كبيرا من جوهرها هو الخوف الذي قد يتطور سلباً فيتحول الى دكتاتورية. 
يُجمل الخوف أحيانا كثيرة غطاء ذو صبغة سماوية او أرضية، هو اشبه بتحصين البيت بسياج خارجي وشبابيك وابواب رصينة، كذلك يفعل أصحاب الأحزاب والطائفيون والمناطقيون والقوميون، ينغلقون على ما عندهم ويعتبرون الآخر عدواً لهم، فتبرر لهم افكارهم وأيديولوجياتهم فعل كل ما من شأنه ضمان بقائهم ومصالحهم كجزء من خوف مترسخ لديهم، لاعتقادهم انهم فقط من يمتلك الحقيقة.
وفي لمحة سريعة لواقعنا العراقي، سنجد أن الخوف من الآخر بين التجمعات السياسية العراقية أخذ منحى ديكتاتوريا، وكان سبباً في تعطيل صدور العديد من القوانين، وانتشار الفساد والمحسوبية، وهروب الكفاءات، وضياع ثلث مساحة العراق على يد عصابات داعش الارهابية، وتفقير العراق اقتصاديا، وهبوط معدلات التعليم والثقافة، وتفشي الاوبئة والامراض، وتراجع العراق كدولة على المستوى العالمي والاقليمي سياسيا واقتصاديا، مما اضعف امكانيات البلد في الدفاع عن نفسه، لننتهي بمحاربة كل صوت يعلو وينتقد الوضع الراهن، كل هذه وغيرها كانت بحجة الخوف من الآخر للبقاء في السلطة والدفاع عن المكون لا البلد كما يزعمون. 
لا حل حقيقيا الا بحل كل هذه التجمعات/ الاحزاب واصدار قانون الأحزاب السياسية غير العسكرية، قانون يُعرف الحزب وتمويله وانتماءه ومرجعيته الفكرية، لا أن توزع الوزارات على الاحزاب لتتحول الى مصادر تمويل. لا يمكن للافكار التي حكمت طيلة 17 عاما الماضية ان تتصدر المشهد من جديد، وما انتفاضة تشرين 2019 الا دليل على رفض الشعب وخوفه من خوفكم غير المبرر، ليرفع صوت التغيير الذي لا فكاك منه. فهل من متعظ؟