غَيرُ مُكترثٍ بِمَا يَحصلُ الآنَ
ولا عابئٌ بِمَا يَحصلُ
غدًا
امْتلكُ مِن الجَنونِ
ما يَجعلُ العَالمَ سَعيدًا
و يَجعلُ العَصافيرَ
جَذْلى تَتَراقَصُ
امْتلكَ مِنَ الحُبِّ
مَا يَسدُّ رَمقَ الأطفالِ
الجَالسينَ عَلى الطُّرقَاتِ
بانْتظارِ
حَياةٍ جديدةٍ
وَرَغِيفِ خبزٍ ساخنٍ
امتلكُ مِنَ الوَجدِ
مَا يَجعلُ أنثاي الوَحيدةَ
تنامُ وهِيَ تَضجُّ بأحلامِهَا
المؤجلةِ
امْتلكُ مِنَ الجُنونِ
مَا يَجعلُ الطُّغاةَ
أناسًا سَويينَ
يَا لِهَذا العَالم
إلَى مَتَى
تَضعُ رقبتَك في ربقةِ الأمنياتِ؟
وإلى مَتَى
تَنْتظرُ
سخاءَ المُوْغِلينَ بالبُخلِ؟
منذُ عُقودٍ
وأنتَ تَبحثُ عَن حَبيْبَتِكَ
فَثمةَ مَا يَحيلُ بَينَك وبَينَها
لعلكَ تَذكرُ
السَّواترَ
والخَنَاقَ
والبَنَادِقَ.
وأصَواتَ السَّاسةِ
وهم يَقْبضُونَ عليكّ
بِتُهمةِ ما
ويُجَرّمُكَ القَاضِي
بالصَّيامِ
عَمرًا كَاملًا
تُقلبُ دَفترَكَ
تَبحثُ عَن المَرأةِ الَّتِي شَغَفَتْ فؤادَكَ
وَكنتَ تُمَنِّي النَّفسَ
بالوُقوْفِ عِندَ شُرفتِهَا
كَنتَ تعدُّها مَلكًا
حُلمًا
الآن...
بَعدَ حُلمٍ طَويلٍ
تجدُ أنثاكَ
قَريبةً مِنكَ
بَعيدةً
لسَنواتٍ ضَوئيةٍ