وفي احتباسِه الروحِيّ
كالسيفِ في حروب
أجِنّتُها
تنسلُّ من غمدِه المخمورِ بالظلام
قالَ الذي في الأرضِ:
كونوا لنا
مثلما نكونُ
وما علّمَنا أنّنا سنُسأل
مثلما كنّا
وهم لا يُسألون
وقال من غاص
في السراب:
أنا عقلُكم الأمهر
علّمتُ نفسي العومَ
بلا يدين
وبلا دعوات نجاة
كان قاربي منتظرا
في حلمي
الفراتَ
قلنا له: أما آنَ لك
أنْ تسري في الخوف
يا...
فلا تكونَ مثلنا محملا بالهمّ والظنون؟!
مازلتَ كهلاً في
مدارجِ اليقين
يأكلُك الحياءُ
والقلق
تسرقُك النساءُ
والأرق
وانت في
الماء
والهواءٍ
لم تقلْ ما يسمعون
نسيتَ عقلَك المصونَ
في الاسواق
في الأزقةِ الحاملةِ
النشورَ في الكتبْ
وفي نيران شوقك المكسور بالزوال
فحين جئتنا حاملا مصباحَك الجريحَ
وفي يدك العسراء
مكنسةُ الأرواح
قالت هيَ التي
ما قاله أحدٌ قبلها:
أنا أمُّكم،
مالكم لا تفهمون؟!.... فلتنزعوا أقنعتكم
هذا أنا قناعُكم
يطوف في الآبار والمزارع
والاسواق
لا رحمةً تُسْقَون
ولا طلىً من
خمرةٍ خؤون
وحينما
أيقظْنا الفجرَ.
فزَّ علينا خائفاً
وقالَ ذلك الذي في السرّ:
ماذا تعبدون؟!
: أأيايَ؟!
فادركوني
من لجّةِ
المنون.
والان
من يقودُني الى
ترابِكم؟!
يسألُني عن حكمةٍ
ضيّعها الرواة
في مسارب الضلال.
عمّا
إذن ستسألون؟!
وبما إذن
تجيبون؟!...