صناعة الإرهاب

آراء 2020/10/25
...

 حسين علي الحمداني 
علينا أنْ نكون صريحين بأن التطرف جعل صورة الإسلام مشوهة كثيرا لدرجة باتت كلمة (الله اكبر) التي تطلق من المسلم في أوروبا تعني أن هناك حزاما ناسفا سينفجر، تلك الصورة لم تأتِ من فراغ، فالمسلمون في أوربا منذ قرون عديدة، أسهموا في إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية،
وشكلوا نسبة مهمة في كل مناحي الحياة، ولهم كامل حقوقهم المدنية والدينية، بل إن المساجد في عموم أوروبا ربما تكون أكثر من الكنائس.
ما الذي تغير؟ هل تغيرت أوروبا أم تغير الفكر وبرزت قوى متطرفة ليس على الأوربيين فقط، بل حتى علينا نحن المسلمين، وما حدث في العراق في السنوات الماضية، يؤكد أن التطرف والإرهاب مرفوضان حتى وإن كانا تحت غطاء الدين، ولا يمكن أن تظل تلك الأفكار المتطرفة لحركات وعصابات مثل القاعدة وداعش وغيرهما من المسميات الأخرى والمدعومة من قبل دول إسلامية، تحت بنود جمعيات خيرية أو غيرها، لا يمكن أن تظل هذه العصابات تتلاعب بمصير المسلمين وشريعتهم المبنية على التسامح والسلام، فهذه العصابات لا تمثل أكثر من مليار مسلم في كل قارات العالم، وإن نمو وتطور فكرها وتحوله من التنظير إلى التطبيق، أسهمت به دول أوروبا نفسها، عندما سلحتها ووفرت لها الحماية من أجل استخدامها في مناوراتها وحروبها الصغيرة، القاعدة وداعش ومن لف لفهما إنما هما تحت حماية حكومات الغرب طالما إن نيرانها موجهة لنا نحن العرب والمسلمين، ولكن عندما تنحرف هذه العصابات وتضرب في باريس أو بروكسل أو حتى في نيويورك، تكون الاتهامات موجهة للإسلام على إنه فكر متطرف. 
لهذا نجد أنَّ على دول العالم الكبرى أنْ ترفع يدها وتكف عن دعم هذه العصابات، حينها ستتلاشى وتصبح جزءاً من الماضي، هذه حقيقة يعرفها الجميع، لأنَّ الإسلام بريء من الإرهاب الذي يتحدثون عنه في
 إعلامهم.