عبد الحليم الرهيمي
إحياء الذكرى الاولى لانطلاق الانتفاضة- الثورة- الحراك الشعبي، سمه ما شئت، في الاول من تشرين الاول العام 2019 مثل بحد ذاته حدثا سياسيا تاريخيا كبير الاهمية، كونه عبر عن تمسك و اصرار المنتفضين على الاستمرار، بعزيمة أشد وتصميم اكبر، على مواصلة المطالبة بالإصلاح والتغيير السلمي لبناء عراق جديد وإعادته لأهله: (نريد وطن) تستعاد فيه حقوقهم المشروعة المسلوبة :(نازل اخذ حقي).
وخلال العام الأول من مسيرة صناعها وتضحياتهم حققت الانتفاضة- الثورة العديد من الانجازات و الاهداف المهمة التي انطلقت من اجلها، وهي انتصارات رغم ما شابها من سلبيات، وهي دون الطموح
بكثير، لكنها انجازات يجب
ويجب البناء عليها ومن دون التقليل من اهميتها والتطلع والسير بعزم لتحقيق و انجاز اهدافها الكبرى، وذلك بالرغم من المواقف المسبقة لبعض الناشطين والمتحدثين باسمها او من الكتاب و(المحللين) الذين يعانون من مرض الطفولة السياسية والعدمية، التي تريد أن تحقق كل شيء او لا شيء يمكن تراكمه والبناء
عليه.
إن انتفاضة - ثورة تأريخية بالأهمية التي تمثلها هذه الأنتفاضه بتاريخ العراق المعاصر وبالاسباب و المبررات العديدة و المهمة لإنطلاقتها وكذلك بالاهداف الوطنية والسياسية والاجتماعة، التي تسعى الى تحقيقها، لا بدَّ أن يشوبها، بل من الطبيعي أن يشوبها الكثير من الأخطاء
والسلبيات والتقديرات غير الصائبة، التي رافقت انطلاق (اخطاء التأسيس) ورافقت ايضاً مسيرتها خلال العام المنصرم، بل وما زالت تحمل قدراً من
الضبابية وعدم الوضوح في مواجهة التطورات السياسية والأمنية المتسارعة وتعقيداتها في البلد والتي تتطلب للتعاطي الصائب معها نضجاً اكبر، وحصافة اعمق في الرؤى .
وأزاء ذلك لا بدّ، بل يجب ان تبادر الانتفاضة- الثورة بقياداتها المفترضة و ناشطيها الى القيام بمراجعة نقدية جادة وصارمة لمسارها خلال عام ترسم
في ضوئها المعالم الرئيسة، لهذا المسار في المرحلة المقبلة يساعدها بذلك كتاب وخبراء وسياسيون وطنيون مخلصون، لكي يتم تجنب الكثير من الأخطاء المحتملة، وكيما يعجل كل ذلك في تحقيق
الانتصار.
إنّها دعوة مخلصة للمنتفضين والمثقفين والكتاب وأصحاب الرأي المشاركة الجادة في هذه المراجعة النقدية الواجبة والضرورية للانتفاضة ومسارها.