من معطيات المولد الشريف

آراء 2020/10/30
...

 
 وجدان عبدالعزيز
 
علينا التأمّل في مسارات الحياة وحركة الكون، لنكتشف ان العلاقات تبدأ بالحركة التصاعدية عموديا من سر الاسرار ثم أفقيا من واقع الحياة على ركيزة اليقظة... وتتكشف أغطية حركة الكون للفكر وقد يصيب اليقظة وهن، فتخبو لولا رعاية مخبوءة تحت أغطية هذه الحركة يديرها راعي الوجود من خلال الرسل والأنبياء، حتى تكللت هذه الأنظمة بنعمة الاستقرار والاكتشاف تحت رعاية خاتم الأنبياء والرسل محمد المصطفى (ص) بقول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم ..) أي نظامكم الحركي الطبيعي الاجتماعي بكل اتجاهاته، وحينما نخاطب العالم ونقول تعالوا منْ منكم لايحب الخير؟، سيكون جواب الطبيعة وحركتها والانسان وأنظمته.. نعم نحب الخير،  وما محمد إلّا هو هذا الخير، أليس رب العزة والجلالة، يقول في محكم كتابه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فكان محمد مدرسة كونية في المحبة الانسانية ومدرسة لضبط حركة الطبيعة وحركة الإنسان بأنظمة غاية في النسق والرونق.. يخاطب المصطفى (ص) مالك بن جبل، حينما أرسله حاكما على اليمن وأسوق الرواية على سبيل المثال ليس غير.. يقول له: (عليك بالرفق والعفو في غير ترك للحق..)، لأن ترك الحق اعتداء على معنى الرفق والعفو، وهذا عمق لرسالة محمد بأنها رسالة لجميع البشر عمقها الحق..
وقال له ايضا: (اتبع الموعظة، فإنه اقوى لهم على العمل بما يحب الله ثم بُث فيهم المعلمين...)، وهنا بمعنى نشر الوعي والتعليم وهو اساس بناء المجتمعات المتطورة وفق نسق الحضارات.. وقال له ايضا: (واوصيك بتقوى الله وصدق الحديث واداء الامانة وترك الخيانة ولين الكلام وبذل السلام)، والنقطة المهمة الاخرى، انه اوصى رسول المحبة بالاخلاق ونشرها بين البشر على اساس الاستقامة واتخاذ طريق الصدق واداء الامانة.. اذن تركز حديث المصطفى على ثلاث ركائز هي الحق والموعظة يعني التعليم والاخلاق، هذه أقباس من سيرة رسول الانسانية، الا يحق لنا ان نتعطر بذكر هذا الفاضل الرائع الصادق الامين، وكل ما يسيء له هو مجافاة للانسان ولسر وجوده..
هذا محمد المصطفى، 
بهذه الصفات الراقية، 
بهذه السيرة العطرة، 
بهذا الاشعاع الفكري المفتوح على كل البشرية، 
بهذا الانفتاح الديمقراطي على كل الاراء ..
 هل يستحق الاساءة ام يستحق ان نقتدي به ونجعله رمز الحب والحرية والسلام .. انه حقا رمز للحب وللحرية وللسلام ...