إياد مهدي عباس
هناك العديد من المشتركات بين العراق ومصر، اذ تواجه كل منهما تحديات أمنية واقتصادية كبيرة بعد التغيير بالمشهد السياسي في الدولتين وفي ظل وجود جائحة "كورونا" والتحديات الامنية ومحاولة البلدين النهوض بالواقع العام بعد أن تخلصا من أنظمة دكتاتورية ومحاولة بناء دولة المؤسسات الديمقراطية
الحديثة .
ومن هنا تأتي اهمية بناء علاقات اقتصادية مشتركة مع دولة عربية مثل مصر لها ثقلها في المنطقة بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في حل عدد من المشكلات التي يعاني منها العراق في ملفات عديدة اهمها الكهرباء والسكن والزراعة وملفات اخرى سيتم التباحث فيها اثناء زيارة السيد مصطفى المدبولي رئيس الوزراء المصري لبغداد وحضوره اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، اضافة الى توقيع اتفاقيات استثمارية وتجارية تهدف الى تعزيز اواصر التعاون بين البلدين
الشقيقين.
العراق نجح خلال سياسته الخارجية المتزنة بفتح صفحة جديدة مع الدول العربية، و ظهر ذلك واضحا من خلال زيارة المسؤولين العراقيين الى العديد من البلدان العربية وسعيهم الحثيث الى إعادة العراق الى حضيرة الدول العربية، وان زيارة المسؤولين والقادة العرب الى بغداد دليل على استعادة العراق لدوره الريادي والمحوري في المنطقة .
العراق تحرك باتجاه مصر، لأن هناك رؤى مشتركة بين الطرفين تجاه العديد من القضايا العربية والاقليمية اذ اتفق الطرفان على لملمة الأوضاع والمخاطر التي تواجه المنطقة وإيجاد الحلول السلمية للمشكلات والأزمات على الساحة العربية في ظل تأكيد البلدين على دعم الحل السلمي للازمات وضرورة الابتعاد عن التدخلات الخارجية .
من هنا ندرك أنّ البلدين يتجهان صوب آفاق مفتوحة من التعاون المشترك وانهما مصممان على بناء علاقات اقتصادية متينة مدعومة برغبة سياسية مشتركة تهدف الى تفعيل الاتفاقيات السابقة بما يخدم المواطنين في البلدين ويساعدنا في تجاوز الازمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم بصورة
عامة.