سها الشيخلي
ما أن تدخل المدرسة، الا وتواجهك كمية من الالتزامات، منها المواظبة على الدروس، والانتباه وحل الواجبات، واخرها الامتحانات، اذ تؤطر هذه الدروس المثابرة المصحوبة بالجدية، واحياناً تشعرنا بعض المواد بصعوبة في تقبلها، لهذا خلقت مادتا الرياضة والفنية لكسر هذه الجدية، كمتنفس بين الدروس.
الا انه منذ أن تفشت جائحة "كورونا" في البلاد، وتحتم على الطلبة المكوث في منازلهم، وتفعيل نظام الدراسة عن بعد، وهُجرت المدارس، واكتملت هذه المأساة باخرى عندما قررت الحكومة أن يكون جزء من التعليم في العام المقبل من خلال المنصات الالكترونية، صار هذان الدرسان في طريق الاختفاء من المنهاج، وكل ذلك لضرورة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
ما قبل "كورونا"
يشكو التلميذ فراس حامد (10 اعوام) من مديرة مدرسته التي تحرمهم من درس الرياضة، اذ يتم استبداله بدرس اللغة الانكليزية او الرياضيات بحجج كثيرة، منها الجو البارد او قرب الامتحانات وعدم اكمال المنهج ويقول : "نحن نحب الرياضة كما نحب درس الفنية، لكن المديرة لا تريد لنا أن نلعب الرياضة او نرسم ولا ندري لماذا؟".
كأس آسيا
تقول معلمة الرياضة ميسون حامد (34 عاماً) "علمتني الرياضة اشياء كثيرة، اولها التفاؤل والانفتاح على الحياة، وكيفية التعامل مع الغير، كما وهبتني الصحة والنشاط والوزن المثالي، وما زلت احتفظ بلياقتي البدنية، ومع انني معلمة رياضة ففي كل يوم عندما اصحو من النوم ازاول الرياضة، واذهب الى مدرستي وانا في كامل نشاطي".
اذ تبين " لذلك اريد من طلبتي أن يحذوا الطريق نفسه، والاهمال لدرس الرياضة جاء لعدم وجود منهج مكتوب مثل بقية الدروس، ولانه مادة تطبيقية فقط، وانا انصح الطلبة بالمواظبة على المشي واذا كانت لديهم فرصة، فالركض اكثر ضرورة".
وتلفت حامد الى أن اهمال درس الرياضة في الوقت الحاضر سوف يقلل من بروز نجوم في الرياضة، كالمرحوم احمد راضي وعمو بابا في المستقبل، وسيخسر البلد المشاركة في السباقات الدولية، مع العلم ان الرياضة تشد المواطنين الى بلدهم ولا ننسى ان الرياضة في عام 2007 اعادت اللحمة الوطنية لابناء الشعب عند فوز المنتخب الوطني بكأس آسيا للشباب".
المرسم الصغير
هواية الرسم تدفع بعض الطلبة الى المطالبة باعادة افتتاح صف الرسم، وعلى بعض ادارات المدارس التي تستهين بمادة الرسم، أن تعلم أن كبار الرسامين كانوا اطفالاً صغاراً، دفعهم حب درس الرسم ليكونوا فنانين كباراً، بعد أن ساعدهم معلموهم في المدارس في تنمية مواهبهم، ومن خلال مشاركاتهم في المسابقات الصيفية وبعدها المدرسية، الى أن تطورت مواهبهم، ويقول معلم الرسم سعيد حميد : "الرسم يفتح آفاقاً جديدة للطالب، ويعلمه كيف يفكر، بل ويأخذ بيده نحو عالم رحب مليء بالانشراح والبهجة والتفاؤل، لذلك يجب أن تترك للطالب الحرية في التعبير عن الموضوع الذي يريد
رسمه".
التعليم الثانوي
مديرالتعليم الثانوي في وزارة التربية محسن الزهيري قال لـ"الصباح" : "لا يوجد اهمال لدرس التربية الفنية، فهو مثبت في الجدول وبتوزيع الحصص الاسبوعية، ويدخل ايضاً في امتحانات الكورس الاول ونصف السنة".
وتابع الزهيري " لكن بسبب نقص الابنية المدرسية ووجود مدرستين او ثلاث مدارس في البناية نفسها تضطر المدرسة الى تقليص المواد الدراسية" .
واكد "سنحل هذه المشكلة حال الانتهاء من بناء المدارس في السنوات المقبلة، الا اننا نرى أن الحل سيطول، لان بناء المدارس في السنوات سيتأخر ونأمل الا يكون
كذلك".
الاشراف التربوي
معاون مدير عام الاشراف التربوي هديل اسكندر جميل قالت لـ "الصباح" : " ان درسي التربية الرياضية والفنية يعدان من الدروس الاساسية، ولي اعتزاز بهما، لكوني خريجة كلية التربية الرياضية، ومع علمنا أن هذا العام الدراسي قد واجهته بعض العقبات، فاذا غضينا النظر عنها سنجد أن لدينا مدارس عديدة متميزة بالتربية الرياضية والفنية واي خلل او تقصير، فالمسؤول هو ادارة المدرسة، كون هاتين المادتين حالهما حال اية مادة ثانية بالاهمية، ما عدا البكالوريا ،اذ لم تدخل هاتان المادتان في امتحانات المراحل المنتهية، ولكن اذا رسب طالب المرحلة المتوسطة في هاتين المادتين سوف يعد راسباً، واذا اكمل الطالب في التربية الرياضية سيكون مثلما يكمل في مادة الفيزياء، وعن تجربتي في التدريس فقد رسبت احدى طالباتي في التربية الرياضية في امتحانات نصف السنة، ومن ثم ادته في الدور الثاني في احدى متوسطات بغداد"، وتشير الى "أن مدرسات الرياضة والفنية من اساسيات المدرسة، لانهن يعملن على الفوز في المسابقات الرياضية وفي المسابقات الفنية والحرص على مكانة المدرسة وتفوقها، وعند زيارتنا لاي مدرسة ونشاهد كؤوس الفوز نشيد بابداع مدرسات الرياضة والفنية واذا لم نجد ذلك الابداع نقول ان هناك تقصيراً من الادارة، فالكثير من المدرسين متساهلون في هاتين المادتين ويتنازلون عن موادهم خاصة اذا وجدوا ان الدروس الاخرى غير كافية، فيلجؤون الى حصص الرياضة والفنية، اما عتبي فعلى المدرس عندما يتنازل عن هاتين المادتين، كونهما المتنفس
الوحيد للطالب، واذ كان سبب التنازل عدم اكمال المنهج يمكن اللجوء الى الدروس الاضافية حتى بعد الدوام، وخصوصاً في المدارس المسائية".