مشكلات في المسرح العراقي

ثقافة 2020/11/06
...

  قحطان جاسم جواد
 
 
 
كثيرة هي المعضلات والمشكلات التي تعترض مسيرة التطور والنمو في مسرحنا، لاسيما المسرح الذي يقدمه المخرجون الجدد والشباب، ويحاولون ترسيخه من خلال تجاربهم المتعددة عبراللجوء الى اساليب غريبة وغير مبررة واحيانا كثيرة غير مفهومة، والغريب ان معظمها لا يمت الى التجارب العريقة للمسرح العراقي التي رسخها الرواد لسنوات طويلة وهي تجارب جاءت بعد دراسة اكاديمية طويلة على يد أصحاب النظريات والتجارب الحقيقية في المسرح العالمي، وكان يفترض ان تكون نبراسا لهم في عملهم، ويذكر الفنان المعلم سامي عبدالحميد هذه المشكلات في مسرحنا اليوم ويوجزها باثنتي عشرة لازمة من لوازم التجريب وهي (1) استخدام الدخان الاصطناعي بدون مبرر (2) عدم استعمال مناظر حقيقية، بل مجرد مفردات ديكورية (3) استخدام أشعة ضوئية ملونة بلا تبرير أيضاً. (4) الممثلون يوجهون خطابهم إلى الجمهور وليس إلى الممثلين الذين معهم على المسرح. (5) عدم وضوح في إلقاء الحوار حيث الضعف في مخارج الحروف. (6) يتحرك الممثلون عشوائياً. (7) نصوص مسرحية تفتقر إلى أبسط قواعد الدراما وأساليبها المختلفة. (8) اطلاق شعارات بمناسبة وبدون مناسبة لغرض استجداء التصفيق. (9) لا تمييز بين الشخصيات الدرامية من حيث الأبعاد العضوية والاجتماعية والنفسية. (10) يتكون الجمهور من أقارب وأصدقاء المخرج والممثلين والعاملين الآخرين. (11) الأزياء لا تمثل طبيعة الشخصيات وانتماءاتهم. (12) ما يكتب من نقد لهذه المسرحية أو تلك مليء بالجمل والكلمات الطنانة الرنانة سواء كانت مدحاً أو قدحا. ونعود الى سؤال مهم نحاول الاجابة عنه ونتمنى ان يشاركنا اهل المسرح في ذلك؟هل ان القضية تدخل في باب خالف تعرف ام ايحاءات متأثرة برؤى وافكار خارجية تأتي من خلال الاطلاع على تجارب من خلال السفراو مشاهدة ما يعرض على المنصات الالكترونية اي (اون لاين ). قد تأتي هذه العروض بأشياء جيدة يمكن تطويرها ودمجها مع واقعنا حتى يسهل هضمها.لكن ليس كل ما يقدم فيها يعد مقبولا.
وفي العادة تأتي تلك التجارب مقطوعة الجذور، لأنها بنت واقعها الغربي وليس واقعنا العراقي والعربي وهمومه ومعاناته، والواجب يتطلب اعادة الدراسة مجددا بهذه التجارب لاستخلاص ما يفيد ويخدم مجتمعنا ومسرحنا، الذي كان يقف في مقدمة المسارح العربية نصا واخراجا واداء، وهذا لايعني ان كل التجارب التي قدمها الشباب في مسرحنا غير مهمة، بل هناك تجارب متميزة تستحق الثناء والاشادة.