الحسين بن خليل
مكلف أن تكون الخطوات مشروع
مسيرِ والفوانيس المنطفئة تركنها
العزلة في ثلاجة الأقدام
النيئة.
مكلف أن المسافة توقدني كسيجارة
يتعرج دخانها عبثا
والعزلة بغية مدوزنة
تلف الوقت أمام كفيف
لا يرى معزولان تماما كسجين
وأرصفة لم تلده البنادق
يوما كأرض وصيام كنهر
وجرف لم يعد يثمل بركضة
الصبايا.
لم أعد سلطة تمنحني اللغة
مائدة سكر
يغترف من عزلتنا.
أيتها النص لقاء أو أني لستُ
عشبة تمنحها القصيدة خلودا
واحتمل كل هذا الوقت ونحن
ننأى كوصلة عزف
لم تتعرف على قامة وتر معتزل.
لا يمنحني هذا البحر
المتلاطم باللقاءات فقاعة هواء باردة
التقيك فيها ونفرقع النذور الخافتة
وبعناق شريد نتلاشى
هواء لا تمسكه الجدران
المشطوبة.. قوافيها مرتعش
أسأل الأبواب المتلاصقة
نفاذ يستر علينا عريّ هذه الرؤية
الموصودة منذ قفل متى تشيخ هذه العزلة
متى تتقوس فقراتها.. متى تحتضر
متى تموت ونلتقي من فوهة لا تصرخ بالفرائص
أن فيقي أي تلك الايماءة للجوع الأصم
لا تكفي إن لم أعتق نفخة
صدري المرزومة لك بين سطور القصائد
وشقشقة الشفاه منذ ارتماءة
مارسناها افتراضيا سبعة أشواط حول عنق
الصحراء خاصتك ولم نتحقق من عمق
المعنى أو نطوف أو نستدير
كحلم مع علامة تعجب.