مدير الارتباكات
عندما صدّق مدير الثانوية (حريجة لاعوبه) أن مديرية التربية قد عينته مديرا لحل الارتباكات لديها وخصصت له دار سكنى خاصة في مركز المحافظة، أولم لزملائه المدرسين الذين سيودعهم.
خلال الطعام وقف شاعر المدرسة (عودة محمد عطية) والقى قصيدة في (مدح) مدير الثانوية قال فيها:
نايم يا شليف الصوف
نايم والقحوف تحوف
زهير وكاظم وسعدون
ذولة البيعوك الصوف
عندها أدرك الاستاذ حريجة أن خبر إدارة الارتباكات كاذب فأمر برفع صحاف الطعام من أمام الطاعمين، وهو حزين.. بين ضحكات الحاضرين!
تبكي ما تبكي بعد
عندما قامت حرب الكويت أغلقت الدولة جميع المجلات وحولت ملاكاتها الى كتاب تعليقات وهم يفورون من الغيظ ولا يستطيعون التصرف.. حتى أدرك اكثرهم الحزن والبكاء.
في صباح يوم دوام رسمي اجتمع رؤساء التحرير وملاكات المجلات على صوت توقيع منغم على منضدة التحرير في مجلة (الأقلام).
كان العازف (خ.عبد الامير) وكان المنشد (ع.خصباك) الذي كان يغني مخاطبا (ب.عبد الحميد) و(ط. فواز) و(ح. الصكر):
تبكي ما تبكي بعد
انته نايم انته غافي
انته مو جا.. الأحمد
انته طراد الكباسي
كان الكل ينصت حزينا مفكرا في الكارثة التي حلت.
يامن لعبت
على شاطئ نهر الحلة مطلع التسعينات وفي ليلة من ليالي آذار بعد الثانية عشرة ليلا جلس موفق محمد وعبد الجبار عباس وناجح المعموري وعائد خصباك وآخرون ينادمهم الصديق الصدوق سعدي الحلي.
بعد النخب الثالث وذرف الدمع على الراحلين قال موفق لسعدي: غنِّ ما أردت لا ما تريد.
عندها انطلق سعدي الشجي الصوت مرددا
يا من لعبت به شمول - ما أطيب هذه الشمائل
وأزاء التصفيق والهتاف المرح – الباكي، أحاطت بالزمرة الغنائية حزمة رجال ونساء خرجوا من البيوت المجاورة مسرورين
وامتدت السهرة حتى شروق الشمس!.