رنين السُّلّم العابث

ثقافة 2020/11/10
...

  محمد تركي النصار
إلى فتحي عبد الله
باسمِ تمثالٍ مُصابٍ بالدوار..
وقشٍّ سَلِسٍ يتراوحُ بين العمى وقناع عشتار الهارب من وَحْل الانكسار..
باسمِ حافاتٍ مُسنّنةٍ تَثرمُ جَرْس اللسان، وتقلبُ اللازمَ مُتعدّيا وتمتدُّ.. تمتدُّ حُجّةً لتوريث القططِ كُلَّ شيءٍ بما في ذلك المُدَدُ المفتوحة، والتسولُ المتشيطنُ والعملاتُ المعومة.. بما في ذلك السكونُ المُمدّدُ في غُرفةِ إنعاشِ فكرة الأوطان؛ إذ السكاكينُ تُعدِّلُ مستويات الصعود والنزول غير المحسوب بدقة بين غيبوبتنا والعولمة.. 
البلدانُ تُطأطئُ لأسطورةِ الطوفان..
والضجيج يُكافئ المفطوم برنين السلم العابث بمصيره..
وليس التجريد سُبّةً حينما ينسى الرسامُ مقاصدَهُ الأصلية داخلَ لوحته الباحثة عن مركزها في هذه الصحراء..
مهمتنا التَّصفُّحُ السريعُ للأغاني؛ لنخلعَ تشبثها بقلوبنا المصابةِ بالأبواب والدموع.
ليس التذكرُ
ولا استحضارُ روح التمثال الشبح؛ لإنقاذ ألسنتنا من ترهات الببغاء ودهاء لمعة المفاتيح حيث تشرق وتغرب في مهب الدماء.
فيا فتحي
يا صديقي
ليلك تحت عرائشِ كرومك مغرورقا بتبريكات النبيذ هو نهار إميل سيوران اللاذع في تقشير الفراغ وَلَهمِ المرارة وإطلاقِ جثته المتناوحة آلافًا بوجه فكرة الاغتراب العتيد.. 
فإذا كانت الجمل الحسية شخوصا
يتورطون بفضاء النوافذ وقضاء قدر الحصار المركب؛ فالتجريد هو خطوتك المحكومة بغبار فلاديمير واستراغون حينما تظل تخبط في مهب الجهات.. 
 بدوار التماثيل تتبرك
وبالهيام المتسكع في مقبرة الشموع
والتي (لم تعد هنا) تخونني أنا المريب إيقاعيا المذبوح على حافات الندم، والمحكوم بالهروب المُحاصر أبدًا داخل زنازين التكرار.