البعض يفضلها فاشلة!

ثقافة 2020/11/14
...

  جوان جمال 
 
نتابعُ بشكلٍ يومي في وسائل الإعلام قصصَ نجاح وفشل النجوم ونطلّع على مشاريع وأفكار العديد من الشخصيات المعروفة. وعلى الجانب الشخصي أسمع في جلسات تسامريَّة أخبار صديقاتنا وعن نجاح فلانة في الزواج وفشل خطوبة فلانة.
قضيَّة النجاح والفشل حالة نسبية، فجميعنا ممكن أنْ ننجح في أشياء ونخفق في أخرى رغم أننا جميعاً نمتلك المؤهلات نفسها ونخضع للظروف العامَّة والبيئيَّة الموحدة.
الإنسان يخضع كل يوم الى امتحان مختلف ويواجه النجاح والفشل في كل مناسبة وكل خطوة وكل مشروع، لذلك لا يوجد نجاحٌ مطلقٌ ولا يوجد أيضاً إخفاقٌ دائميٌّ. إنَّ ما يجعلنا نتأرجح بين الاثنين هو نسبة المثابرة وسعي الإنسان الى بذل المزيد من الجهد كي يصل الى هدفه المنشود.
المرأة مُطالبة في أنْ تنجح وتتفوق في دراستها، ومطالبة في أنْ تتوفق في حياتها الخاصة، وألا تكون ضحيَّة لعلاقات فاشلة لا تؤدي الى الزواج وتكوين الأسرة، وكذلك المجتمع يطالب المرأة المتزوجة في أنْ تنجح في خدمة زوجها وتكون العامل الأقوى في إدامة الحياة. على المرأة أنْ تنجح كأم وأنْ تنجح كزوجة وأنْ تنجح كطالبة وتنجح كموظفة وتنجح كإنسانة، ولكنْ إذا أخفقت في أي جانبٍ من هذه الجوانب فربما يحكم المجتمع عليها بالفشل رغم نجاحها في الجوانب الأخرى.
بعض الرجال يفضلونها فاشلة دراسياً وفي العمل يفضلونها بأقل الالتزامات كي تتفرغ لبيتها، فنجاحها في أداء أعمالها سيكون على حساب التزاماتها تجاه زوجها وأولادها. الرجل يريد المرأة أضعف منه حتى تسهل له السيطرة عليها والتحكم بها، فليس كل الرجال يفضلون المرأة الناجحة ربما لعيب داخل نفوسهم أو لتكتيك داخل عقولهم. لقد وصل الأمر ببعض الأزواج الى الانزعاج من نجاح زوجته مهنياً لاعتقاده أنَّ ذلك يتم على حساب واجباتها داخل الأسرة وهم على وهم. والأصعب في هذه المعادلة أنَّ من يمنح الرجل المرأة درجة النجاح أو الفشل في العمل أو المنزل، وكلما انصب هذا في مصلحته فهي ناجحة وإنْ جاء مخالفاً له وبلا مكاسب فهي فاشلة.
نجاح المرأة ليس رهناً بالرجل ولا بما يسمح أو يمنع، فالإنسان عموماً مهما كان جنسه هو مجموعة إرادات وتجارب وكفاح حياتي وكل إنسان عليه أنْ يثبت وجوده في كل مجالات الحياة؛ لأنَّ العيش يتطلب مهارات ولا يمكن أبداً الاتكال على الغير في هذا، فلا الأب يبقى ولا الزوج يمكن الوثوق به الى الأبد.