سلوك المستهلك يؤثر في سوق العقارات

العراق 2019/01/16
...

عواصم/ وكالات
يقلل الكثير من الأفراد من المخاطر المرتبطة بشراء منزل، كما يعتقد العديد أن أسعار المنازل لا تتراجع أبداً، وهنا تكمن المشكلة!
تقدم مجموعة "آي.إن.جي" الاستثمارية تحليلاً يكشف دور سلوك المستهلك في سوق العقارات بشكل خاص وعلى الاقتصاد عموماً.
 
سلوك المستهلك
إذا كنت ترغب في معرفة كيف تعمل سوق العقارات حقاً، فيجب أن تبدأ بالمستهلك؛ ولا تؤثر القرارات التي نتخذها بشأن العقارات سواء بالإيجار أو الشراء أو البقاء في المنزل مع الوالدين، فقط على نوعية حياتنا بل تؤثر أيضاً في أسعار المنازل.
ويعد ذلك أمرا مهما لأن التغيرات في الأسعار، في أيّ من الاتجاهين الهابط والصاعد، يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في الطريقة التي تتطور بها الاقتصادات ويمكن أن تؤثر في استقرار النظام المالي بأكمله.
ومن المعتقد على نطاق واسع أن سوق العقارات بالولايات المتحدة لعب دوراً رئيساً في الأزمة المالية العالمية للعام 2008.
وعلى هذا النحو، فإن التطورات في سوق العقارات يتم متابعتها عن كثب من قبل المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي.
 
اتجاهات المستهلكين
يقوم موقع صندوق النقد الدولي لمراقبة العقارات والنشرة الإخبارية المرتبطة به بتحليل أسواق الإسكان في جميع أنحاء العالم من أجل إدراك أفضل لدورات الازدهار والكساد، التي سبقت أكثر من ثلثي آخر 50 أزمة مصرفية نظامية - كما يقول- .
ولا يعكس البحث وجهة النظر الرسمية لصندوق النقد الدولي لكنه يقدم معلومات أساسية؛ وفي أحدث نشرة إخبارية، نظر صندوق النقد الدولي إلى مواقف المستهلكين تجاه العقارات اعتماداً على المعلومات التي تم جمعها على مدى 6 سنوات من مسح "آي.إن.جي" الدولي بشأن المنازل والرهون العقارية، الذي يهتم بفهم سلوك مشتري المنازل عبر مختلف الدول.
ويميل الأفراد إلى التقليل من شأن المخاطر المرتبطة بشراء منزل، حيث يوافق نحو 40 بالمئة في جميع الدول الـ15 التي شملتها الدراسة على عبارة "أسعار المنازل لا تنخفض أبداً".
وعلاوة على ذلك، فإن الاتفاق مع هذه النتيجة يزداد مع ارتفاع أسعار المنازل بالفعل رغم حقيقة حدوث انخفاض ملحوظ في أسعار المنازل خلال السنوات الماضية.
وتشير الإجابات على أسئلة أخرى إلى أن الكثيرين يعتقدون أن شراء منزل يعد استثماراً مالياً جيداً وأن الشراء هو علامة على النجاح.
كما يُشير الجمع بين هذه المعتقدات إلى أن مخاطر شراء العقارات في كثير من الأحيان يتم تقليلها أو الاستخفاف بها.
وعلى المستوى الشخصي، فإن الشراء قبل وصول أسعار المنازل إلى قمتها بسنوات قليلة واحتمالية هبوطها قد يجعل الناس في ضائقة مالية.
أما على مستوى الاقتصاد الكلي، فإن الاعتقاد بأن أسعار المنازل لن تتراجع أبداً أو من غير المرجح هبوطها يمكن أن يسهم في الارتفاعات غير المبررة بأسعار المنازل والإضرار بالاستقرار المالي.
 
الصورة الكاملة
في الوقت الذي أشار الاقتصادي روبرت شيللر إلى مخاوف بأن أسعار المنازل في الولايات المتحدة ارتفعت بثالث أسرع وتيرة في التاريخ خلال السنوات الماضية، وأن هناك إشارات على وصول أسعار المنازل للقمة في دول مثل أستراليا والمملكة المتحدة، فإن أحدث نشرة إخبارية صادرة عن صندوق النقد الدولي لمراقبة العقارات تبدو أكثر موضوعية من المعتاد.
وتلعب العديد من العوامل دوراً مؤثراً في أسعار المنازل مثل الديموغرافيا (التركيبة السكانية) وتوافر الائتمان وسياسة الحكومة.
لكن عوامل الاقتصاد الكلي والسوق لا تقدمان القصة كاملة، حيث تشكل اتجاهات المستهلكين عاملاً حاسماً.
ويعني ذلك أنه لا يمكن فهم سوق العقارات من دون إدراك أفضل لكيفية اتخاذ الناس قرار استئجار أو شراء أو البقاء مع الأصدقاء والعائلة.