الرواية وفن المشاهدة

ثقافة 2020/11/17
...

 قحطان جاسم جواد
 
 
من المؤكد وجود علاقة قوية بين الرواية والمسرحية، وهذا ما سمح  بتقديم الكثير من الاعمال المسرحية المأخوذة من الرواية، لاسيما في الاعمال العالمية وكذلك العربية والعراقية، مثل النخلة والجيران والقربان. وتشترك كل الفنون والادب عموما في لبنة اساسية هي اللغة، اي ان جميعها تتخذ من ألفاظها مادة لها، وهذا ماسمح لقضية التلاقح بين الاجناس أن تكون يسيرة وحتمية.
 كما حصل بين الرواية
 والمسرح.
 فالرواية فن حديث يكتب ليقرأ رغم ان جذورها جاءت من الملحمة (كما يشير هيغل ولوكاتش)، في حين ان المسرحية هي فن المشاهدة، وكل منهما له خصوصياته،التي قد تتشابه او تختلف، وهذا مايسمح للرواية بالتداخل مع أجناس اخرى كالمسرح، كأن تستعير الرواية من المسرحية بعض خصائصها كالمشهد، كما يمكن ان تستعير المسرحية من الرواية قضية الراوي، التي تستند اليه الرواية كثيرا في أحداثهان وكذلك الشبه في وجود الحوار والشخصية والحيز الزماني والمكاني. 
ثمة تعالق آخر بين الاثنين في قضية الحوار الداخلي (المونولوج)، لاسيما في قضايا الحزن والحلم والتكرار والضياع والاضطرابات واسقاط معاناة الشخصية على الاشياء، وهذا مايبرز بوضوح في مسرح الموندراما، كما يلعب دورا مهما في
 الرواية. 
والبعض الاخر يرى في عملية التحويل من الرواية الى مسرحية اعادة انتاج او تكييف حسب نظرية التناص، ويقول الناقد عواد علي بهذا الخصوص إن عملية التكييف يمكن ان تبرز بثلاثة اشكال هي التكيف الامتثالي الذي يبني النص مختزلا احداث الرواية او مستنسخا لبعض اجزائها، او تكييفا ابداعيا يبني النص المسرحي على الاطار العام لحبكة الرواية عبر وضع شخصياتها في فضاءات غيرفضاءات الرواية، واعتماد رؤية مغايرة وموازية لرؤية مؤلفها وليست مستنسخة من الرواية، وتكييفا انزياحيا يتجاوز الرواية ويذهب بعيدا في بناء الاحداث والشخصيات، ما يشكل خروجا فاضحا عن الرواية.
وهناك قضية اخرى وهي اطروحة التجريب في المسرح والانفتاح على النص السردي كما يشيرالدكتور عزالدين جلاوجي في بحثه المقدم لجائزة كتارا القطرية،التي يؤكد فيها ان المسرح كان الاسبق في عملية النهل من الرواية والاقتباس منها وتحويلها الى مسرحيات لاقت رواجا كبيرا، وخلص جلاوجي الى أن التجريب مثل هاجسا كبيرا لمعظم رجال المسرح العربي(ادباء ومخرجين وممثلين)، مادفع بهم الى ارتياد عوالم سحرية وغريبة لتجاوز الموجود وتقديم
 المختلف. 
وقد تنوعت اشكال التجريب مع السرد، لكنه يشير في جانب آخر ان السرد في المسرح العربي هنا كان انعكاسا لانسان يسمع ولايحاور،بخلاف مسرح الغرب الذي يعبر عن انسان حي يصرخ ويختلف، لذلك فإن حضور السرد في مسرحنا العربي، لايجوز أن يلغي الحوار والصراع، ولنا وقفة اخرى مع الموضوع نفسه في حلقات قادمة، والموضوع قابل للنقاش من قبل الأخوة المسرحيين لاغنائه.  
 
من المؤكد وجود علاقة قوية بين الرواية والمسرحية، وهذا ما سمح  بتقديم الكثير من الاعمال المسرحية المأخوذة من الرواية، لاسيما في الاعمال العالمية وكذلك العربية والعراقية، مثل النخلة والجيران والقربان. وتشترك كل الفنون والادب عموما في لبنة اساسية هي اللغة، اي ان جميعها تتخذ من ألفاظها مادة لها، وهذا ماسمح لقضية التلاقح بين الاجناس أن تكون يسيرة وحتمية.
 كما حصل بين الرواية
 والمسرح.
 فالرواية فن حديث يكتب ليقرأ رغم ان جذورها جاءت من الملحمة (كما يشير هيغل ولوكاتش)، في حين ان المسرحية هي فن المشاهدة، وكل منهما له خصوصياته،التي قد تتشابه او تختلف، وهذا مايسمح للرواية بالتداخل مع أجناس اخرى كالمسرح، كأن تستعير الرواية من المسرحية بعض خصائصها كالمشهد، كما يمكن ان تستعير المسرحية من الرواية قضية الراوي، التي تستند اليه الرواية كثيرا في أحداثهان وكذلك الشبه في وجود الحوار والشخصية والحيز الزماني والمكاني. 
ثمة تعالق آخر بين الاثنين في قضية الحوار الداخلي (المونولوج)، لاسيما في قضايا الحزن والحلم والتكرار والضياع والاضطرابات واسقاط معاناة الشخصية على الاشياء، وهذا مايبرز بوضوح في مسرح الموندراما، كما يلعب دورا مهما في
 الرواية. 
والبعض الاخر يرى في عملية التحويل من الرواية الى مسرحية اعادة انتاج او تكييف حسب نظرية التناص، ويقول الناقد عواد علي بهذا الخصوص إن عملية التكييف يمكن ان تبرز بثلاثة اشكال هي التكيف الامتثالي الذي يبني النص مختزلا احداث الرواية او مستنسخا لبعض اجزائها، او تكييفا ابداعيا يبني النص المسرحي على الاطار العام لحبكة الرواية عبر وضع شخصياتها في فضاءات غيرفضاءات الرواية، واعتماد رؤية مغايرة وموازية لرؤية مؤلفها وليست مستنسخة من الرواية، وتكييفا انزياحيا يتجاوز الرواية ويذهب بعيدا في بناء الاحداث والشخصيات، ما يشكل خروجا فاضحا عن الرواية.
وهناك قضية اخرى وهي اطروحة التجريب في المسرح والانفتاح على النص السردي كما يشيرالدكتور عزالدين جلاوجي في بحثه المقدم لجائزة كتارا القطرية،التي يؤكد فيها ان المسرح كان الاسبق في عملية النهل من الرواية والاقتباس منها وتحويلها الى مسرحيات لاقت رواجا كبيرا، وخلص جلاوجي الى أن التجريب مثل هاجسا كبيرا لمعظم رجال المسرح العربي(ادباء ومخرجين وممثلين)، مادفع بهم الى ارتياد عوالم سحرية وغريبة لتجاوز الموجود وتقديم
 المختلف. 
وقد تنوعت اشكال التجريب مع السرد، لكنه يشير في جانب آخر ان السرد في المسرح العربي هنا كان انعكاسا لانسان يسمع ولايحاور،بخلاف مسرح الغرب الذي يعبر عن انسان حي يصرخ ويختلف، لذلك فإن حضور السرد في مسرحنا العربي، لايجوز أن يلغي الحوار والصراع، ولنا وقفة اخرى مع الموضوع نفسه في حلقات قادمة، والموضوع قابل للنقاش من قبل الأخوة المسرحيين لاغنائه.