الطلاق ظاهرة تهدد الأسرة والمجتمع

آراء 2020/11/17
...

  غيث الدباغ

جاء في الحديث الشريف «إن أبغض الحلال عند اللهِ الطلاق» وهو تأكيد على الآثار السلبية له لما يتركه من اهتزاز يصيب اركان الاسرة والمجتمع، فالطلاق هو قرار حياتي مصيري ينسف بيت الزوجية.

نلاحظ ان هذه الظاهرة تتأثر بوضع الوسط المحيط والبيئة، التي نشأ فيها الزوجان لتصنع منهما شخصين عاقلين يحسنان التصرف ومعالجة الامور الحياتية او بالعكس من ذلك.
يحدث الطلاق لأسباب عدة، منها المشكلات الزوجية، التي تحدث نتيجة اختلاف الثقافات وتنتهي احياناً بالتعنيف او الانتحار، او الحياة البعيدة عن الواقع، فالكثير يرى أن حياته المقبلة انموذج للعلاقات الاخرى، بحيث تكون خالية من المطبات والانعطافات الحياتية الحادة كتبدل الواقع المعيشي للزوجين او لاحدهما او بسبب اختلاف المستوى الثقافي والتعليمي بين الزوجين، ماقد يؤدي الى عدم انسجام وتخلل في اوضاع الاسرة.
 وفي غضون هذا التطور والانفتاح الذي يسود المجتمع العراقي، تطورت فيه الاسباب المؤدية لحدوث المعوقات، فصار للمتعلقات الحياتية العامة سبب اساس في انتشار ظاهرة الطلاق، التي تؤثر سلباً بالمجتمع العراقي بوصف الاسرة اللبنة الاساسية والحدة الاجتماعية الاساس في بناء المجتمع، فقطع اوصال الاسرية يؤثر في بناء الانسان، فالأسرة المنفصلة يكون طفلها ميالا لارتكاب اعمال العنف والجريمة اكثر من غيرها، كما تشير لذلك الدراسات النفسية والاجتماعية، وقد اكدت جميع الديانات والاعراف على قضايا المجتمع فوضعت حلولا شاملة لكل زمان ومكان وفي جميع الظروف، فإصلاح المجتمع يبدأ بشكل اساسي من اصلاح الفرد واصلاح الفرد يكون من الاسرة، لذا فإن مسؤولية حماية وحدة الاسرة وتماسكها وعدم انفراط عقدها يقع على الاسرة ذاتها وطرفيها الاساسيين الزوج والزوجة واهلهما .
اذا يفترض الاهل احيانا ان يكون الابناء ( الازواج او الزوجات) نسخة من نموذج الاباء، متجاهلين ان لكل جيل فكرا متطورا يختلف عن الجيل السابق او اللاحق وليعرف الزوجان أن من اهم واجباتهما هو انشاء مجتمع مثقف واعٍ مدرك للتطور الفكري والذهني ومختلف باختلاف البيئة وطبيعة الفرد والوسط المحيط.
والامل معقود على مراكز الارشاد الاسري ومؤسسات المجتمع المدني الخاصة، اضافة الى وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بتقديم الحلول الناجعة للحد من انتشار هذه الظاهرة، وهي الان تحتاج الى دعم حقيقي من خلال رفدها بأصحاب الاختصاص لتطويرها والحفاظ على مكانتها لأهميتها في تقوية اواصر الترابط الاسري ونشر ثقافة الوئام الزوجي بين الازواج والادراك المجتمعي من خلال اقامة دورات تطوير وتأهيل الشباب والشابات وكيفية التعامل مع الازمات وحلها قبل تفاقمها.