كربلاء : زهراء جبار الكناني
لطالما كانت للمرأة لمستها الرقيقة في أغلب المجالات، إذ ترسم أجمل معاني الجمال وفق ما وكلت به تستنطق بأناملها المخمليَّة إبداعها وهي تمزجه برشفة من بهاء روحها.. فاطمة مبدعة كربلائيَّة, التقتها (الصباح) لتحدثنا عن فنها الأخاذ في رسم اللوحات والزخارف على الأواني.
أمي وأنا
كنت أرسم بخطوطٍ عشوائية على ورق الجدار، كانت أمي تتابعني بدقة وحينما يحضر أبي لي دفاتر التلوين تمسك بكف يدي من أجل ألا أخطئ بتلوينها, كان والداي سعيدين جدا بإنجازاتي البسيطة.
هكذا كانت بداية فاطمة عبد الأمير المنصوري ذات الخمسة وعشرين عاماً، إذ بدأت رحلتها الفنيَّة في صفها الأول الابتدائي.
فن بالوراثة
تقول فاطمة: إنَّ «ملهمي الأول هو والدي كنت وما زلت أستمع لنصائحه بشأن الرسم فهو أيضاً رسامٌ بارعٌ ولربما هوايتي الفنية هي وراثة».
وعن آراء المتذوقين بفنها أكدت: «كانت آراؤهم لا تخلو من الإطراء، إذ إنَّ أغلبها إيجابية ودائماً ما يُبدون إعجابهم بأعمالي وكان هذا حافزاً وداعماً معنوياً كبيراً لي».
نساء الغد
أسهمت فاطمة بمبادرة فريدة من نوعها وفق مجموعة على مواقع التواصل الالكتروني تحت اسم (نساء الغد)، إذ تعمل على تدريب النساء على الرسم بالمجان من خلال البيج, وذلك لمساعدة المرأة العراقيَّة والعربيَّة على تحقيق طموحاتها بشتى المجالات من رسم وخياطة وحياكة وتدريس وغيرها من الهوايات.
كما شاركت المنصوري ببازار بنت الرافدين في عرض أعمالها في النقش والرسم على الأواني، ولم تكتف بذلك فكان لريشتها نصيبٌ برسم لوحات جميلة تكمل بها رسالتها الفنيَّة.
أدوات بسيطة
تستخدم فاطمة أدوات بسيطة في عملها للزخرفة المطلوبة وهو تحضير ورق الكاربون لطبعها على الإناء كما أنَّ هناك ألواناً مخصصة لرسمها على الزجاج.
وأكدت أنها لم «تجد أي صعوبة في عملها لأنها تتقن الرسم بحرفة وهذا ما ساعدها بشكل كبير».
هواية مستمرة
بهذا الجانب قالت فاطمة: «عملي بدأ كهواية وهو مستمر بهذا الصدد فنادراً نجد من تستهويه اللوحات الفنية المرسومة بيد رسام على الأواني فلا توجد طلبات خاصة وأنا أعمل لمقتضى رغبتي الشخصية».
وعن الداعم لها أجابت: «زوجي هو من شجعني للوصول الى ما أنا عليه الآن وكان للأهل والأصدقاء دور في ذلك ايضا».
أمنية فاطمة لا تختلف عن أي فنان، فهي تتمنى أنْ تزهر أعمالها في فضاء الفن وتأخذ نصيبها في أفق أوسع بين المتذوقين والفنانين وذلك بإقامة معارض على المستوى المحلي كل في مدينته والدولي أيضا ليتسنى للفنانين عرض أعمالهم ليرى العالم مدى إبداع الشعب العراقي في شتى المجالات الفنيَّة ويكون لهم بصمة فريدة به.