يوم الطفل وظاهرة التسول

آراء 2020/11/22
...

 أماني النداوي
 رعاية الأطفال وتنشئتهم تربوياً وعلمياً تمثل الهدف الأسمى في صنع المستقبل الأفضل للبشرية، وتحقيق الازدهار والتنمية والرفاهية والسلام، فقد اعتمدت الأمم المتحدة العشرين من شهر تشرين الثاني نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً للطفل، اليوم الذي يوافق اقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان حقوق الطفل عام1959،
 وهو أيضاً تاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، وفي هاتين المناسبتين المتزامنتين ترتفع سنوياً أصوات الخيرين في العالم اجمع للمطالبة بتطبيق المواثيق الدولية والقوانين المتعلقة بضمان حقوق الطفل وتوفير البيئة الاسرية والاجتماعية والقانونية للتنشئة السليمة.
   الامم المتحدة تدعو، كل عام، الى نشر التوعية والتثقيف حول مضامين الاعلان والاتفاقية الخاصين بالطفولة، ويمكن للقادة الحكوميين والامهات والآباء والمعلمين والممرضين والأطباء ورجال الدين وناشطي المجتمع المدني، وأصحاب الشركات، والاعلاميين، فضلاً عن الشباب والأطفال أنفسهم، أن يلعبوا دوراً مهماً في جعل يوم الطفل العالمي مناسبة لصنع ظروف أفضل للطفولة في مجتمعاتهم، والأمم الأخرى. اذا أردنا النظر الى موضوع الطفولة من زاوية ظروف العراق، فلا شك أن المجتمع العراقي عاش مراحل صعبة من الحروب والحصار والأزمات، خلال العقود الماضية، وقد كان الأطفال وما زالوا في مقدمة ضحايا تلك الظروف القاسية، فقد تزايدت أعداد الأيتام والأرامل، وارتفعت نسبة الطلاق والتفكك الأسري، وتفاقمت ظاهرة التسرب من الدراسة وارتفاع نسبة الأمية والفقر، وغيرها من الظواهر المؤذية التي تدمر براءة الطفولة وتعرقل نمو الشخصية الغضة وتحرمها من أبسط الحقوق الانسانية.
هناك صورة صادمة نشاهدها يومياً في تقاطعات الطرق تستحق رصدها ومتابعتها ومعالجتها من قبل الجهات المعنية، تتعلق بانتهاك الطفولة من خلال استخدام الأطفال الرضّع في التسول، وذلك بهدف كسب تعاطف الناس والحصول على مبالغ مالية عبر عملية الاستجداء، وهذه الظاهرة تعد جريمة مكشوفة ضد الأطفال، سبق أن تناولتها الكثير من وسائل الاعلام، وبينت خطورتها، خاصة أنها تبدو جريمة منظمة وليست حالة فردية، لكن المعالجة ظلت غير فعالة، وينبغي اليوم ان نعيد التذكير والتحذير من نتائج هذه الظاهرة ونكرر الدعوة في يوم الطفل العالمي الى من يعنيهم الامر بمنع استمرار جريمة استغلال الاطفال ومعاقبة المتورطين فيها .