ماذا بعد الأمر الولائي ؟

الرياضة 2020/11/27
...

طه كمر
ما حصل خلال الأيام الأخيرة من اضطرابات وتقاطعات وآراء متضاربة بشأن ما آلت اليه الامور في البيت الأولمبي ، شيء يدعو الى الاستغراب حقا خصوصا ان من خسر المنازلة لوح بالشكوى الى الاولمبية الدولية لتتخذ قرارا بإلغاء الانتخابات التي أفضت الى تسمية سرمد عبد الاله رئيسا لولاية جديدة ، ولم تقف الامور عند هذا الحد بل ان الموضوع اتجه الى مجلس القضاء الأعلى الذي أصدر الأمر الولائي ليقضي بإيقاف المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الجديدة عن العمل وإعادة الاعتراف باللجنة القديمة التي يترأسها رعد حمودي.
استذكر مثلا قديما مفاده ( وفسر الماء بعد الجهد بالماء ) وهذا المثل ينطبق اليوم على ما جرى في انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية ، بعد أن استبدلنا حمودي بعبد الاله اذا ما اعتبرنا انهما وجهان لعملة واحدة في الوقت الذي فازت فيه نفس الوجوه التي تواجدت مع الرئيس السابق ولم تنجح في الوصول برياضتنا الى بر الأمان ، وبعد أن رضخنا لهذا الواقع الذي نعلم جيدا انه لم يلب طموحات أهل الرياضة لكن القصة لم تنته الى هذا الحد ، ليعود حمودي وينتصر على عبد الاله من خلال الشكوى التي تقدم بها حال خسارته تلك الانتخابات المزعومة. ان ما يؤسف عليه حال رياضتنا هو ذلك التراشق بالألفاظ النابية والاتهامات التي ذهب البعض للبحث بتاريخ الزمن الماضي ليجد لنفسه شماعة يعلق عليها هفواته وأخطاء عهد منظومته متكئا عليها مبررا للجميع ما آلت اليه الامور ، بعد أن غادر هو ومن معه من الباب الضيق لمؤسسة لم يتبق منها سوى اسمها الذي لم تسرق حروفه بعد ، تساؤل مشروع يضعه الشارع الرياضي أمام من يتصدى للمشهد مفاده، هل هي هذه رياضتنا التي نريدها تضاهي البلدان التي سبقتنا بالتخطيط والتنظيم ؟ وأي عمل مؤسساتي هذا؟ عندما يفصح الخاسر في لعبة الانتخابات عما تعتري مخيلته من روايات تطول الاتهامات ازاءها رأس الهرم الرياضي في مسعى لرد الاعتبار ، وأي اعتبار هذا الذي يبحث عنه من تسول له نفسه أن يرفع شعارا مفاده على نفسي وأعدائي، فما هكذا تورد الإبل يا من جثمتم على رياضتنا وأفرغتموها من محتواها وجعلتوا منها جسرا مرصعا بالذهب تمرون عليه كيفما تشاؤون من دون أي انجاز يذكر. المشهد ما زال مستمرا والصراع المحتدم على أوجّه لكن من سيدفع ثمن كل هذه المغالاة واللامبالاة هي رياضتنا ورياضيونا، بعد أن قادها من لا يفقه في علم الادارة الى الهاوية لتأكل من جرفها الأحداث المتلاحقة وتجعلها تندب حظها انها وقعت بيد من لا يرحم ، على أمل أن يأتي من يمتلك مصباح علاء الدين ليصل بها الى بر الأمان.