الأنيق .. و(تداريج) العافية!!  

الرياضة 2020/11/29
...

علي رياح  

 (محاولة الخروج من عنق الزجاجة) تعبير مستهلك في السياسة والاقتصاد كما في الرياضة .. لكنني لا أجد غيره وصفا لمواجهة الطلبة الأخيرة مع زاخو في ملعب الكرخ!  
كنت اتمنى أن يستعيد (الأنيق) روح البداية والتي أطلق بها رحلته في الدوري برغم كل معاناته وجراحه فأشاع كثيرا من الأمل لدى محبيه ، لكنه ظهر في المباراة بطيئا متثاقلا لم يحسن إدارة المواجهة في معظم دقائق المباراة ، وقد حرصت على إحصاء عدد التمريرات السليمة للاعبيه ولم أجد لديهم أربع تمريرات متتالية في نصف الملعب العائد لفريق زاخو ، ينطبق عليها هذا الوصف!  
من يصدق أن النادي الذي كان بطلا للدوري في أكثر مواسم الكرة العراقية صعوبة وسخونة يتعرض إلى كل هذه الاهتزازات ، والفرحة التي رسمها في بدء المشوار على وجوه عشاقه لم يعد لها ذكر أو وجود ، بعد أن عادت الأزمة المالية الطاحنة كي تستولي على تفكير اللاعبين ومعهم الطاقم التدريبي ، فلقد انقضى أجل وعد آخر بتسلم جانب من المستحقات ، ولم تف الإدارة بما وعدت لأنها لم تنل حتى الآن ما وعد به الداعمون والساندون الذين علت أصواتهم قبل شهر من الآن فاستبشرنا معهم خيرا بالفريق الأنيق!  
أصبح الطلبة حكاية الموسم الدامية بلا منازع.. الأهواء والمصالح تحيط به من كل صوب ، والدعم الوهمي يظهر في عز الازمات حاملا الأمل الوردي للأسرة الطلابية ، ثم سرعان ما يستيقظ الجميع على واقع لا يرقى إلى مكانة الفريق الكبير صاحب البطولات والألقاب والنجوم ليتقهقر إلى درجة ينافس فيها على صدارة الدوري من البوابة التحتانية وقد كان هذا شأنه في مواسم عديدة!  
كنت ولا أزال استغرب مطالبة أهل الإدارة الطلابية الإعلاميين بإغماض عيونهم عمّا يجري من منطلق الصداقة أو عشرة العمر .. فمن يسكت على ما يجري لـ (الأنيق) أعتبره شريكا في مسلسل الانهيار!  
لا أجد غير جمهور الطلبة الوفي المخلص كي اتعاطف معه في هذه المحنة الحقيقية .. عند بوابة الملعب سألني مشجع (طلابي) مُعتق عن نتيجة المباراة مع زاخو ، وحين أعلمته بالتفاصيل قال: (مرة أخرى سأقول لنفسي .. العافيات بالتداريج) .. وأنا أقول: ليت (التداريج) تنبؤنا بمصير أقل قسوة من هذا الذي يعانيه النادي الكبير وجمهوره الذي يضرب دوما كل مثل
 في الوفاء!