حسن النواب
معَ ذبولِ الشمسِ
تراهُمْ بخُطى مكتئبةٍ
إلى منازلهم يعودونْ
ملابسهم تقطرُ أسىً
وفي عيونهم تشتعلُ الهمومْ
يتلمَّسُون بخسَ أُجورهم
بأصابع مخضَّبةٍ بعرقِ جباههم
ويتحسَّرونْ
وبظهور محدودبة من كثرة الأحمال
ينظرون إلى السماء بعتبٍ
ويستغفرونْ
وبسبب إرهاقهم
قبل أنْ تومضَ نجمةٌ
في سديم الليل
يرقدونْ
ولكي يبقونَ على أملٍ
قبل صياح الديك
يستيقظونْ
برغيف صبرٍ وقدح حزنٍ
يفطرونْ
ويغذون الخطى إلى منجم عذاباتهم
كأنهم على موعدٍ مع الثراءِ
وهُمْ يعرفون أنَّهم يطاردونَ سراباً
مُذْ خلقوا لهذا الشقاء
حتى يُدفنونْ.