الأخلاق لم تعد رياضية

الرياضة 2020/11/30
...

علي الباوي
لايمر وقت الا وتظهر هنا وهناك خلافات ادارية وانتخابية في عموم اتحادات الرياضة العراقية.
ان مانشهده حاليا يعد ظاهرة غير صحية وتكاد تكون العلة الاكبر في نشاطاتنا الرياضية، والسبب الرئيس في تردي نتائجنا على جميع المستويات .
الظاهر ان الخلافات في الرياضة نسخة طبق الاصل من عموم الفوضى التي تلازمنا منذ سنوات طويلة واذا كانت حالة العداء بين الرياضيين الشيوخ مع بعضهم البعض او بين المدربين واللاعبين والحكام على مختلف مستوياتهم، فان هذا كله لايشذ عن حالة التردي التي نغرق بها بدءا من المطر وانتهاء بالمزاجية الغريبة التي تعم اتحاداتنا.
هذه الظاهرة تنم عن وجود خلل جسيم، فالرياضة كما نعرف هي مبادئ واقتياد وتكاد تكون بقداسة التعاليم الاخلاقية الكبرى التي اوجدها الفلاسفة والمصلحين لكن للاسف ضاعت هذه الاخلاق واندثرت ولم يعد الرياضي ذلك الشخص المتسامح الذي يقبل الاخر ويتجاوب معه.
لقد عشنا اعمارنا ونحن نلفظ عبارة (اخلاق رياضية) والان لانقدر على النطق بهذه العبارة لانها لم تعد صحيحة او انها سقطت في خضم الفوضى العارمة.
للاسف الشديد الخلافات الرياضية العراقية هي انموذج لايوجد في اي بلد في العالم والانكى والامر ان السبب في هذا هو الصراع على الكراسي والمناصب اي بمعنى ان لا مشكلة لنا في الحقيقة.
ربما وهذا هو الواقع لم يعان مجتمعنا الرياضي على مدى عقود ماضية سوى من شح التجهيزات وقدامة الملاعب وندرتها وعدم الاهتمام بالرياضي كبطل وانموذج حي للحياة، لم نعرف في الماضي هذا النوع من الصراعات ولم نكن نتصور ابدا ان تصل الامور بنا نحن الرياضيين الى هذا المستوى من الصراع الهمجي على السلطة.
الرياضة عالم ثابت في الحياة كالاقطاب الارضية لماذا؟ لان الانسان بنية وقوة وارادة وهذا هو التعريف الصحيح لها، والرياضة ليست افلاكا ترابية او مائية او نارية انما صخورا صلدة تبقى عبر الزمن وترمز الى نضال الانسان في الحياة وهذا يجعلها قيمة انسانية كبرى ومن المعيب ان تاخذنا الخلافات بعيدا عن جوهرنا فالرياضي هو ذلك المتعطش للانجاز المتفوق ومن اجل هذا خلقنا الله.