دوري في مهب الريح

الرياضة 2020/11/30
...

خالد جاسم
المعروف في كل أرض فيها ملاعب وجمهور وكرة قدم ومسابقات أن بطولة الدوري لا تمثل المسابقة الأبرز والأهم على مدار الموسم الكروي المحلي فحسب، بل هي إذا جاز القول مسابقة المسابقات إذا لم تكن الهوية الحقيقية لكرة القدم في هذه الدولة أو تلك، طالما أن هذه المسابقة - أي الدوري - تعكس المستوى الحقيقي للعبة .. وفي العراق ومع عراقة وقدم مسابقة الدوري، إلا أن هذه البطولة وكما هو حال الكثير من ظواهر الحياة المتمدنة وفعالياتها المختلفة تعرضت لما يشبه التدمير والخراب الحقيقي الذي فرض واقعا جديدا تطلب إعادة هيكلة الدوري وارتداءه أثوابا مختلفة الألوان والأحجام مع أنها جميعا لا تتناسب من حيث اللون أو الحجم مع المواصفات الحقيقية للمسابقة .. مسابقة الدوري . وإذا كان اتحاد كرة القدم خلال المواسم القليلة الماضية قد طبق الأمثولة القائلة ( وما حيلة المضطر إلا ركوبها ) عندما عمد الى تنظيم مسابقة الدوري بطريقة تفتقد الى الشروط والمواصفات الفنية الموضوعية المعروفة وبما يجعل من بطولة الدوري بطولة حقيقية تعكس الواقع الكروي من جهة وتمثل خلاصة النخبة الكروية في البلد من جهة ثانية نتيجة ظروف وإملاءات فرضها إيقاع الحياة وصعوباتها المعروفة في ظل كل شيء استثنائي في البلد، فإن تلك الولادة المشوهة للمسابقة الأكبر والأهم يجب أن تتوقف ويبدأ اتحاد الكرة بموجب المسؤولية التاريخية والفنية شطب شهادة الميلاد  المشوهة لبطولة الدوري ويخطط نحو بداية ميلاد حقيقي لتلك البطولة التي يجب أن يعاد لها وزنها واعتبارها وأهميتها عبر العودة الى التقاليد والشروط الموضوعية الصحيحة التي تضع المصلحة الكروية العليا فوق كل المصالح والاعتبارات الأخرى التي فرضت نفسها في السنوات الماضية وأجبرت اتحادنا الكروي على التعاطي معها مراعاة لأمور وموجبات فرضها الواقع والمعايير اللاموضوعية . ولاشك بأن في مقدمة التحديات التي تواجه عمل الهيئة التطبيعية في اتحاد اللعبة هو الحضور الجماهيري في ظل تفشي جائحة كورونا وتصاعد المطالبات الجماهيرية بإعادة الروح الى مدرجات الملاعب في ضوء عدم التقيد الصريح بإجراءات الوقاية في بقية المرافق الحياتية، كما تتجسد قضية النقل التلفزيوني وإشكالات التعاقد مع القناة الوطنية (الرياضية العراقية) في نقل المباريات لتكون تحديا من نوع اخر لم تتعاط معه الهيئة التطبيعية بمنظور يوازن بين الصعوبات المالية لشبكة الاعلام العراقي وحاجة الجماهير الى متابعة الدوري عبر شاشة الوطن، بينما تبقى قضية الملاعب وافتقادها المواصفات اللازمة في معظمها أشبه بسكين صدئة منذ أعوام في خاصرة المسابقة من دون حلول موضوعية حاسمة .